قررت الجمعية العامة للأمم المتحدة أن يكون يوم 26 يونيو يوما دوليا لمكافحة استخدام المخدرات والاتجار غير المشروع بها بموجب القرار رقم 112/42 المؤرخ 7 ديسمبر 1987 وذلك من أجل تعزيز العمل والتعاون لتحقيق هدف إقامة مجتمع دولي خال من استخدام المخدرات وتعاطيها.
والهدف من هذا اليوم الذي يدعمه الأفراد والمجتمعات المحلية والمنظمات الدولية المختلفة في جميع أنحاء العالم زيادة الوعي للقضاء على استخدام المخدرات غير المشروعة في المجتمع وحماية الجميع من تعاطي المخدرات.
وشعار هذا العام هو «الصحة من أجل العدالة والعدالة من أجل الصحة»، ويبين هذا الشعار أن الصحة والعدالة وجهان لعملة واحدة عندما نتحدث عن مكافحة المخدرات ولا بد من وجود مؤسسات شاملة لعلاج مشكلة المخدرات والقضاء عليها بسبب أضرارها الكثيرة على صحة الإنسان، بالإضافة إلى تأثيرها على مظهره وعلاقاته الاجتماعية وحياته الأسرية وأحيانا تسببها في الوفاة لمن يستخدمها.
وتأثيرات المخدرات كثيرة على الجسم فقد تؤثر على الجهاز العصبي إذ يفقد المدمن السيطرة على نفسه ومن الممكن أن يصل الأمر لإصابته بالعدوى بالفيروسات مثل الإيدز أو التهاب الكبد الوبائي بسبب مشاركة الآخرين في استخدام الأدوات الملوثة للتعاطي.
وكذلك فإن المخدرات تؤثر على الكبد بسبب تراكمها فيه وعدم قدرة الجسم على التخلص منها مما يؤدي إلى تليف الكبد.
ولا ننسى تأثير المخدرات على الحالة النفسية للمتعاطين فقد تظهر عليهم الهلوسة والاضطرابات السلوكية والقلق والاكتئاب والغضب السريع.
وتنتقل المواد المخدرة من الأم إلى الجنين أثناء الحمل فقد تؤدي إلى الإجهاض أو إلى التشوهات الخلقية وكذلك تنتقل بالرضاعة الطبيعية، مما يجعل الأطفال عرضة للتشنجات العصبية وسرعة الغضب والتهيج.
ولهذه الأضرار لا بد من التوعية للابتعاد عن المخدرات وعن تعاطيها وتكثيف التوعية في اليوم العالمي لمكافحة المخدرات الموافق 26 يونيو، وهذا لا يعني أن تقتصر التوعية على هذا اليوم فقط ولكن يجب أن تمتد إلى كل أيام السنة حتى نستطيع حماية المجتمع من المخدرات وحماية الشباب خاصة من تعاطيها لبناء مجتمع صحي متكامل.