كشفت لنا أزمة كورونا الكثير من الأوضاع غير الصحيحة بشأن التركيبة السكانية والتي يجب تغييرها بعد الانتهاء مباشرة من هذه الأزمة لما فيه المصلحة العامة ومصلحة الكويت. وظهرت لنا العمالة السائبة الكبيرة العدد حيث إن هذه العمالة تشكل عبئا على الدولة وعلى جميع مواردها.
وقد تبين من الإحصاءات التي يتم نشرها بين حين وآخر، العدد الكبير للمواطنين الذين ينتظرون تعيينهم للعمل وطول فترات الانتظار، بالإضافة إلى وجود عدد كبير من الوافدين في الأعمال التي يمكن أن يقوم بها المواطننون ومن الأفضل تعيين المواطنين فيها وخاصة بالنسبة للأماكن الحساسة مثل القضاء والنفط.
ونشرت في وسائل الإعلام الكثير من الشكاوى من عمال النظافة من عدم تسلم رواتبهم من بعض الكفلاء والشركات، بالإضافة إلى أن المؤذنين في المساجد معظمهم من الوافدين الذين يمكن إحلالهم بالمواطنين. وعندما يتم إحلال المواطن في مكان الوافد في معظم الوظائف فإن ذلك يقلل من الأعباء على الدولة حيث ان الوافد عند تعيينه فإن الدولة تتكفل بأسرته سواء الزوجة أو الأبناء ولا بد من توفير الدراسة والعلاج لهم، بالإضافة إلى السكن الخاص بهم ولكن المواطن لن يحتاج إلى كل ذلك فهو من أبناء الوطن وكل ما يتطلب توفيره له الراتب الجيد له حتى يغطي تكاليف معيشته.
وقد سمعت أكثر من مرة من بعض المسؤولين أنهم يقولون «بتكلفة راتب المواطن يمكنهم إحضار أكثر من وافد»، ويجب أن نتوقف هنا عند هذه الجملة، حيث إن الراتب حتى لو كان قليلا بالنسبة للوافد عن المواطن فإن الكثير يغفل ما يتمتع به الوافد من بعض الأمور الحياتية والتي هي في الواقع أكثر من راتب المواطن فهو يتمتع بالعلاج المجاني وبالسكن وبدراسة أبنائه وأزيد على ذلك أن المواطن أدرى بشؤون دولته وبقوانينها وقراراتها، وكذلك فإنه حسب القانون يسمح للوافد بالجمع بين عملين وهذا ما لا يتم السماح به للمواطن.
فلا بد أن نفكر الآن ونبادر بإحلال المواطن مكان الوافد في جميع الوظائف التي يمكن للمواطن العمل بها حتى نحقق كويت المستقبل 2030 ونبتعد عن أي مشاكل أخرى من هذه العمالة السائبة أو من تدخل بعض الوافدين في قوانين الدولة ومن ثم الإساءة لها مستقبلا.
وهذا لا يعني الاستغناء عن جميع الوافدين ولكن الوظائف التي لا يمكن للمواطنين القيام بها فلا مانع من تعيين الوافدين بها على أن تتم مراعاة التركيبة السكانية ولا يكون عدد الوافدين أكثر من المواطنين، وكذلك ألا يكون الوافدون من جنسية واحدة ولكن التنوع بين الجنسيات مهم جدا حتى لا تكون هناك تكتلات أو مجموعات قد تضر بالأمن الوطني.