إن المتابع للمواقع الإخبارية قد يتعرض للصدمة بما آل إليه حالها من تكرار في نقل الأخبار يوميا لدرجة أصابت بعض المتابعين بالملل والضجر، بل إن بعض الأخبار فقدت قيمة الخبر وأصبحت بلا معنى أو مغزى ولولا تعلق المتابعين بالمواقع لفقدت الكثير من المواقع مبررات وجودها على الخريطة الإعلامية، ومن هنا كانت أهمية نظرة جديدة إلى أداء المواقع الإعلامية ومضمون ما تتناقله حتى لا تفقد مصداقيتها.
وهناك العديد من الأمثلة للأخبار المكررة يوميا بدون معنى مثل أعداد من قاموا بمخالفة التعليمات الصحية أو أعداد الوفيات بسبب كورونا في دول تبتعد عنا آلاف الأميال أو إصابة مسؤول بالعدوى بفيروس كورونا المستجد في دولة لم نسمع عنها من قبل وأمثلة بأرقام دون تحليل لمعناها أو حتى بيانات غامضة من بعض الجهات أو بيانات لا تعكس أي إنجازات بل تكشف عن سلبيات وتجاوزات.
والأمثلة التي نسوقها هنا قد تهز سمعة ومسيرة الإعلام الوطني الذي يجب أن يتسم أداؤه بالمهنية والمصداقية وألا يكون مجرد بوق أو أداة للعلاقات العامة، حيث إنه لكل وزارة وجهاز حكومي أدواته للعلاقات العامة لها ما لها وعليها ما عليها.
وعندما نراجع بتأن أداء المواقع الإعلامية خلال الفترة القليلة الماضية، فإننا نكتشف الكثير من المثالب التي تسربت للرأي العام في غفلة من المتابعة المهنية بالحد الأدنى المقبول دون تهويل أو تهوين أو تكرار ممجوج. وإن المتابع سيجد الكثير مما لا يستحق البث على المواقع الإخبارية أو تكرار البث، وهذا لا يشكل احتراما للعقل وللرسالة الإعلامية الصادقة والمهنية.
وتقع على الزملاء المسؤولين والمهنيين بإدارة المواقع الإعلامية مسؤوليات ليست بالبسيطة لمراجعة وإعادة رسم خارطة طريق واضحة قد تجنب المواقع الإعلامية عثرات الضحالة والتكرار وتعيدها إلى جادة الموضوعية والمصداقية والمهنية وإلى الالتزام بمكونات الرسالة الإعلامية والتي يجب أن تكون معتمدة على الجهد الإنساني مثل الشرح التام والوافي لما ينشر ويعرض من مكونات المحتوى الرقمي بالإضافة إلى التصميم الإبداعي لكل موقع من المواقع على شبكة الإنترنت.