العالم ساخن لدرجة الغليان، كأنه قدر مملوء بالماء والبخار المحبوس يجد طريقه إلى خارج القدر الملتهب بصعوبة وتتصارع الفقاعات للخروج منه.. هكذا يبدو العالم لمن يحاول رسم صورة ما يدور به من صراعات في مختلف أرجائه وهي صراعات أيديولوجية أو صراعات على مستعمرات وثروات طبيعية وممرات دولية، ولكن نسي العالم أسبابها وبداياتها بينما استمرت الإجراءات ذات العلاقة بها مثل العقوبات والحظر والقوائم السوداء التي تضم دولا ومسؤولين تختلف مواقعهم.
وكان العالم يتطلع إلى أن تذهب الحروب إلى غير رجعة بعد الحرب العالمية الثانية التي أودت بحياة الكثيرين وشردت الملايين وآثارها التي استمرت لعدة سنوات بعدها والأسئلة التي تطرح نفسها هي كم تنفق دول العالم من ميزانياتها على العتاد العسكري وأدوات الحرب مقارنة بالإنفاق من أجل السلام والرفاهية؟ وكم هي الأعباء التي تتحملها الشعوب بسبب قرارات القادة المولعين بالحروب ومنطق القوة والسيطرة؟ وكم من نزاعات تم حلها بالأسلوب السلمي الذي يتفق مع احترام الحياة وحقوق الشعوب؟
إنها مجموعة أفكار تراود النفس عند متابعة أخبار العالم من الشرق إلى الغرب وعند مشاهدة ما يحدث من مآس لشعوب كثيرة بسبب قرارات قادتهم الذين لم يحترموا حقوقهم في الحياة.
ولكن مع كل هذا فإننا نحمد الله عز وجل على أن الكويت لا تنزلق لمثل تلك الصراعات وترسم سياستها الخارجية بحكمة، وليس هذا بغريب على دولة محبة للسلام ويقودها عميد الديبلوماسية في العالم صاحب السمو، حفظه الله ورعاه، وإن لم تكن سياستنا الخارجية كذلك لأصبحنا ندفع أثمانا باهظة وسط هذا العالم الساخن الذي يغلي ويتصاعد البخار الساخن من أكثر من موضع به.
هناك قادة يقودون شعوبهم إلى الجحيم والهلاك بينما بعض القادة يسعدهم رخاء ورفاهية شعوبهم ليعم السلام في أوطانهم. ولا نغفل القادة الذين يتعاملون مع شعوبهم وكأنهم أسرة واحدة تلتف حول الأب الذي يتحمل المسؤولية إنسانيا واجتماعيا واقتصاديا وهم بذلك يضربون الأمثلة الفريدة بين قادة وزعماء العالم ونحن في مقدمتهم بقيادة أمير الإنسانية والد الجميع، حفظه الله ورعاه.