أصبحت مواقع التواصل الاجتماعي واقعا جديدا فرض نفسه في حياتنا اليومية سواء على المستوى الشخصي أو العائلي أو العام، ومن يتابع المواقع يجد بها متسعا لبطولات وأبطال في مختلف المجالات، بل إن ما يطرح بها من قضايا قد يجد من المشجعين والمتابعين ما يفوق التوقعات.
وعندما نراجع مواقع التواصل الاجتماعي وما أدت إليه من تأثيرات فهي كثيرة ومتنوعة ومتباينة، ولكن ما يقلق المغردون هو المطاردات غير المتكافئة لهم من بعض ضعفاء المناعة الذين يصرون على ملاحقتهم مستغلين بعض القوانين التي تتيح لهم ذلك فيحولون حرية الرأي عبر المواقع من سياقها السلمي إلى معارك لا مبرر لها سوى استعراض القوة عليهم وكسب معارك وهمية.
ومن يتابع المواقع يجد أنها لا تنكسر شوكاتها بسبب مسؤول يطاردها أو ينكل بها، بل تزداد قوة وثباتا وتفاعلا من الآخرين والمسؤول الحصيف هو من يفهم كيف يستفيد من مواقع التواصل الاجتماعي لدعم مواقفه اجتماعيا وليس بكثرة خصومه وأعدائه دون مبرر.
ولكن عندما لا يدرك المسؤول كيف يستطيع الاستفادة من مواقع التواصل الاجتماعي، فعليه أن يتحمل النتائج، فهناك بعض المسؤولين الذين فقدوا مواقعهم بسبب معارك وهمية كتبوا لأنفسهم نهاياتها لعدم الحنكة في تقدير المواقف.
وقد يكون لمواقع التواصل الاجتماعي بعض التأثيرات على بعض القضايا المؤلمة أو الموجعة لبعض المسؤولين، ولكن ذلك ليس مبررا مقبولا لحروب عنترية يقودها مسؤولون تركوا مسؤولياتهم وتفرغوا لصنع بطولات وهمية ضد مغردين لا يملكون سوى قوة الرأي وانتشار تغريداتهم ودائرة متابعيهم، وفي النهاية، فإن الخاسر هو المسؤول الذي اختار خصومه ولم يستوعب دور وسائل التواصل الاجتماعي المتنامي والتي قد تهبط بمستويات المسؤولين في هذه المعارك بسبب فتنة أو وشاية أو استشارة غير حكيمة.
ونرى بعض المسؤولين الذين لديهم من المستشارين من يحاول دفعهم إلى اتخاذ إجراءات حيال بعض الرسائل التي لا معنى لها على مواقع التواصل الاجتماعي، والبعض الآخر يخصص من وقته الفكر والجهد للمتابعة الشخصية الحثيثة لكل ما تنشره مواقع التواصل الاجتماعي سواء كان عن المسؤول نفسه أو عن غيره من المسؤولين ويخسر وقته لأداء وظيفته على الوجه الكامل.
والمسؤول الناجح هو الذي يستفيد من الرسائل التي تنشر على مواقع التواصل الاجتماعي ويحاول تصحيح الأوضاع الخاطئة إن وجدت وعدم ملاحقة من يعبر عن رأيه، حيث إن حرية الرأي مكفولة بدستور البلاد.