خلال أزمة «كورونا المستجد» وما يتردد من مفردات وإجراءات لم تكن معروفة سابقا مثل الحجر الصحي والعزل المناطقي وحظر التجول فقد أصبح الأطفال في مأزق نفسي واجتماعي لم يعرفوه من قبل وله تداعياته عليهم سواء بشكل مباشر أو غير مباشر ويدرك ذلك كل بيت به طفل تأثرت حالته النفسية، وأصبح كثير السؤال والاستفسارات عن كل ما يحيط بفيروس كورونا المستجد، بل إن تعطل المدارس قد أعطى الموقف بعدا دراميا ليس بالأمر القليل عليهم.
ووسط هذا الوضع المستجد أصبح علينا أن ننظر بعين الرأفة والعطف للأطفال ونمنحهم الأمان ونتفهم معاناتهم ونرد على استفساراتهم البريئة والمشروعة ونشد من أزرهم، وهي أمور ليست بالمهام الصعبة أو المستحيلة حيال قرة أعيننا الذين لم نقدم لهم الدعم النفسي والمعنوي قبل حدوث الأزمة ووقت حدوثها حيث إن تداعياتها ستلاحقهم بعد ذلك في حياتهم وقد تؤثر على نموهم النفسي السوي وتفاعلهم الطبيعي مع المجتمع.
وأتمنى أن أرى برامج موجهة إلى فلذات أكبادنا لرعايتهم لتجاوز تداعيات أزمة كورونا بالعلم وتعزيز الصحة النفسية، فهم مستقبل الوطن وأفضل قنوات الاستثمار البشري.
وإذا كانت استراتيجيات الوقاية والتصدي لفيروس كورونا المستجد لم تتناول حقوق الطفل بشكل مباشر فإنه لايزال هناك متسع من الوقت للاستدراك وإضافة حقوق الطفل فيها، حيث إنه من حق الطفل أن يجد الإجابة المناسبة عندما يسأل عن سبب عزل أحد والديه أو أحد إخوته وعن سبب تواجدهم بالحجر الصحي وكذلك عن سبب عدم خروجه للعب كما كان سابقا وعدم زيارة أصدقائه.
ولابد من الشرح الوافي للأطفال وتوعيتهم بكل ما يحدث وإشراكهم في اتخاذ الإجراءات الوقائية والاحترازية مثل لبس الكمام والقفازات وغسل اليدين باستمرار بالماء والصابون وعدم مخالطة الآخرين.
فلنحافظ على أطفالنا عماد المستقبل ونهتم بصحتهم النفسية ليكونوا أقوياء في مجابهة هذه التحديات المستجدة.