مركز التحكم والوقاية من الأمراض في الولايات المتحدة هو مركز يختص بالمسؤوليات الوقائية والتصدي للأوبئة وإجراء البحوث حول وبائيات وأسباب الأمراض، وعندما زرت مقرهم في مدينة أتلانتا بولاية جورجيا، فقد وجدت الجميع يعملون كخلية نحل لجمع المعلومات وتحليل البيانات وإجراء الدراسات وإصدار التقارير، وهذا كله يختلف عن الخدمات بالمستشفيات.
بل إن مركز التحكم والوقاية من الأمراض يعتبر المرجعية الدولية في الأوبئة ومكافحتها، ليس فقط على مستوى الولايات المتحدة الأميركية، ولكن كمرجعية فنية على مستوى العالم.
وبعد ما عشناه خلال الأشهر الماضية بسبب فيروس كورونا المستجد (كوفيد- 19) فقد ظهرت أهمية الخطط والبرامج الوقائية ضمن المنظومة الصحية، وأصبح يتعين على الأنظمة الصحية أن تتعلم الدرس حول أهمية دعم البنية الأساسية المقاومة للأوبئة جنبا إلى جنب مع الاهتمام بالنواحي العلاجية مثل بناء المستشفيات وتوفير الأدوية.
وفي أثناء انتشار «كوفيد- 19» فقد بحثت كل دولة عن قدراتها الوقائية كالتأهب والاستجابة والتحكم في الأمراض وأصبح تعديل هياكل الوقاية والتحكم بالأمراض والأوبئة داخل النظم الصحية ضرورة ملحة لمن أراد الاستفادة من جائحة كورونا المستجد.
وإن كويت الحاضر والمستقبل ونظامها الصحي يستحق سرعة إصدار قرارات حاسمة في مقدمتها إنشاء مركز كويتي للتحكم والوقاية من الأمراض على نمط مركز التحكم والوقاية من الأمراض بأتلانتا في جورجيا بالولايات المتحدة الأميركية من حيث الرؤية والمهام داخل النظام الصحي، لأن مكافحة الأوبئة لا يمكن أن تستمر إدارتها على مستوى أقل من ذلك، فقد أثبتت الدروس المستفادة أن البعد الوقائي في خطط وبرامج الصحة يحتاج إلى المزيد من الاهتمام والتطوير وهي أمور لا تحتمل التأجيل.
وأتمنى أن نرى قريبا المركز الكويتي للتحكم والوقاية من الأمراض ككيان علمي وصحي وبحثي يليق بنظامنا الصحي وبالرؤية المستقبلية لكويت المستقبل وما تستحقه، وأرجو ألا يكون مصير هذا الاقتراح التحويل إلى لجنة أو التعامل معه برؤية ضيقة وآفاق محدودة ليست على استعداد لاستشراف المستقبل.