كثير من القرارات التي يتم اتخاذها في الحياة سواء على المستوى الشخصي أو المهني أو على مستوى الدولة تكون أحيانا لها تداعيات غير مناسبة أو كارثية وقد تمتد تأثيراتها لفترة طويلة وتكلفتها عالية. وهناك الأقلية ممن يتفوقون باتخاذ القرار في وقته المناسب، حيث إن القرار وإن كان صائبا لكنه عندما يتخذ في وقت غير مناسب قد يفقد قيمته لذلك فإن من تقع عليهم المسؤولية يجب عليهم تنمية مهاراتهم لاتخاذ القرارات الموضوعية في الأوقات المناسبة وبدون عشوائية أو شخصانية أو سطحية. ومن يتخذ القرارات التي تمس البشر فإنه إما يحصد الدعاء بالتوفيق إن كان قراره صائبا ومدروسا وفي وقته المناسب أو تلاحقه اللعنات إن كان القرار عكس ذلك.
وعندما نصف المسؤول بأنه صاحب قرار، فذلك يعني أنه يتخذ القرارات الصائبة في الوقت المناسب ونادرا ما تجد على هذا المسؤول أو على مؤسسته قضية أمام المحاكم أو شكوى أو طعنا بأي قرار اتخذه.
لكن وللأسف الشديد، فإن هناك البعض تلغى قراراتهم إما بحكم قضائي أو بضغط عالي المستوى ولكنهم يستمرون باتخاذ القرارات غير الصائبة وإلقاء اللوم على الآخرين والمحيطين بهم وأحيانا على المستشارين إن كان لديه أحد منهم. فكم من قرارات اتخذت من مستويات مختلفة وكانت تداعياتها كارثية لعدم اتخاذها في الوقت المناسب أو لأنها لم تستند إلى مبررات موضوعية أو غابت عن متخذيها الرؤية الواعية.
لذلك يجب على من هو بموقع اتخاذ القرار ألا ينفرد في قراراته ولكن أن يكون له مجلس استشاري ممن لديهم العلم والخبرة لمناقشة أي قرارات قبل اتخاذها وحتى لا تكون نتائج قراراته وخيمة وأعباؤها كثيرة على الدولة فما خاب من استشار.
وقد قال الله تعالى في كتابه الحكيم: «.. وأمرهم شورى بينهم..» الشورى 38.
إن فن اتخاذ القرار يحتاج إلى المفاضلة بين القرارات التي سيتم اتخاذها ومعرفة الخسائر المتوقعة لكل قرار والحكم بموضوعية وبدون أي أهواء شخصية أو أي آراء من الأقارب أو المعارف وبعد ذلك اتخاذ القرار الصائب وبعد المشورة مع المجلس الاستشاري ومراعاة الحقائق العلمية وعدم الانفراد بأي رأي والتمتع بالمرونة والسلاسة وتجنب أي إجراءات غير معروفة النتائج وهذا ما لا يعرفه البعض وينفرد برأيه مما يسبب الكوارث والخسائر الفادحة على الفرد والدولة.