في فصل الصيف ومع ارتفاع درجات الحرارة تكثر حوادث الحرائق بالمركبات أو المنشآت أو المصانع أو المستودعات والمخازن أو المحلات أو المزارع، وتنتج عنها جميعها خسائر بشرية أو مادية أو كلاهما.
وأصبحت الحرائق تحدث بشكل شبه يومي وتحدياتها تتعلق بالوقاية أو بالإهمال أو بالجهل في خطط الإخلاء عند حدوثها. وبعض الحرائق يصعب نسيانها مثل حريق مستشفى الجهراء الذي رفع حرارة الجو السياسي آنذاك وحرائق آبار النفط إبان الغزو العراقي الآثم.
ودائماً يسطر رجال الإطفاء من أبنائنا وإخواننا البطولات، حيث إنهم يهرعون للقيام بواجباتهم وقد يصاب البعض منهم أثناء الحريق أو يعانون من الاختناق والإجهاد الحراري وقد يؤدي الأمر أحياناً إلى الوفاة، وعادة ورغم كل تلك التضحيات قد ينسى البعض أن يقول لهم كلمة شكر وتقدير وامتنان.
وها هم يقومون بواجبهم اليومي، وأمضوا أكثر من 24 ساعة لإطفاء الحريق الذي شبّ في منطقة الصباح الطبية التخصصية في مبنى قيد الإنشاء. ومهما كان حجم الحريق أو أسبابه أو الخسائر الناجمة عنه فمن حق رجال الإطفاء علينا أن نشكرهم، ونخصص لهم يوما سنويا لتكريمهم على عطائهم اللامحدود وتضحياتهم الكبيرة، وليكون هذا اليوم مناسبة لتعرف الأجيال القادمة تاريخ الإطفاء بالكويت عندما كانت الموارد والتكنولوجيا محدودة ولكن الإرادة كانت تفوق ذلك.
ولا بد من إعطاء رجال الإطــفاء حقوقهم فهم دائما في الخطوط الأمامية بمواجهة الحرارة ولهيب النار والدخان والسموم والغازات الناتجة عن احتراق الكيماويات والأصباغ وغيرها من المواد البلاستيكية ومواد الصناعة.
وبعض الحرائق قد تكون بسبب عدم الاهتمام بالوقاية والإهمال في تطبيقها، فتكون نتيجة تماس كهربائي أو شرارة من آلة بسيطة، أومن بقايا السجائر أولسوء تخزين مواد سريعة الاشتعال، وغير ذلك من المسببات المختلفة والتي تؤدي إلى نتائج كارثية في كثير من الأحيان.
وقد قـــيل قديما: «درهم وقاية خـــير من قنطار علاج»، وهو ما يجـــب تطبيقه للوقاية من الحرائق بتفعيل جميع برامج الوقاية والـــرقابة والتدريب عليها، سواء كانت عن مسببات الحرائق والتصرف المناسب في حالات الــطوارئ، ومعرفة مصادر الخطورة في أي مبنى وكيفية تأمينها وكيف يتم الإبلاغ في حالة حدوث حريق وخطة الإخلاء للمبنى، ومتى يتم تنفيذها ومن هو المسؤول عن التنفيذ؟!
فلنعمل معا لتحديد يوم لتكريم كل رجال الإطفاء لحرصهم على أرواح البشر وممتلكاتهم، وحماية الجميع من أضرار الحرائق وتضحياتهم بأرواحهم لسلامة الآخرين.