تصنيف الناس أمر قد استهوى المختصين في الأنماط الشخصية بأنواعها فبعضهم يصنفهم على أنهم إما حسي أو بصري أو ما سواهما، وآخرون يصنفون الشخصيات بشكل مبتكر مثل كتاب البوصلة، على الاتجاهات شمالي، جنوبي، شرقي، غربي مع المزج، وهناك من يصنف المتلقين كقوالب إلى متأمل وعملي وعلمي وغيره، حتى وجدت كتب تحليل الشخصيات قد غصت بها المكتبات، ووجدت كتابا لعمرو بدران بعنوان «الشخصية» قد صنف الناس بأشكال عدة في فصله الأول وبعضها غريب من خلال عمرك، أكلك، لبسك وهكذا، ومن أكثرها طرافة تصنيفك من خلال طريقة كتابة الضحكات في «الشات أو المسنجر أو الوتساب»، وقد قرأت تقريرا عن تحليل الشخصية من خلال طريقة لبس «الغترة» فيا للعجب. وظهرت لنا كتب الفراسة، وقد قرأت للحازمي فراسة المؤمن، وبعدها وجدت كتبا تعنى بالتفرس في الوجه والعينين والرقبة وغيرها والخروج بمجموعة انطباعات تقترن مع بعض الصفات الجسدية، ومن المضحك أن أحدهم كان طويل الرقبة له أذنان طويلتان قرأ صفاته فصعق بالنتيجة: «غبي وجبان» فضحك من حوله وبادرهم بتكذيب ما كتب. وقد أخذ صورا أخرى من خلال رأيك كلامك تواصلك رفضك لأمر وقبول آخر كلها تصنفك مع العلم أن الإنسان في تعلم وتغير دائم. اليوم نرى هذا الامر استشرى في العامة من الناس، بمعنى آخر أنت محاصر، وتحت المجهر، فأي تحرك ستجد لك ألف راصد وأي كلمة خرجت منك ستفصل عليها المقاصد، لذا كن حذرا ولا تتعاط بعفوية كن متشنجا وتحسب لكل شيء، قد تجد نفسك في النهاية من أصحاب النوايا المريبة. ولم يسلم من التصنيف أحد فقد سمعنا بالإسلامي والليبرالي وهذا طبيعي، لكن إسلامي متلبرل أو ليبرالي متأسلم وهكذا، حتى لا نغرق وإياكم في التفاصيل نقفز للأهم. لماذا لا نعيش بلا تصنيف، لم لا نلغيه؟ لأنه واقع؟
إذن فلنحجمه ونستل منه روح التفخيم والتضخيم، لم لا نيمم نحو المبادئ الصافية النقية والتي لا غبار عليها؟ مع الحذر من رمي الآخر ولمزه، ولنجرب حسن الظن، لم لا نجربه؟ بعضنا إذا أثني أمامه على كلام شخص قال: كلمة حق أريد بها باطل، إن عجز عن تصيد أو تصنيف. اليوم نحن أحوج للتجرد من كل شائبة وللتمعن في وجوه الناس بحب وصدق، لنراجع حساباتنا بلا رواسب، فالمرحلة تحتاج منا الى التخفف إلا من مبادئنا، والتسديد والمقاربة حتى نصنع كويتا جديدة، والله من وراء القصد وشكرا لكم.
twitter:@humod2020
[email protected]