يقلم حمود ناصر العتيبي
نعم، «قد تذهب وراء الشمس جراء الحديث غير المتزن عن السلطات العليا» يقذف هذه الجملة ثم تنطلق ضحكات مدوية لتملأ المكان بضجيج مشوه المعالم هكذا نتندر مع بني جنسنا من الرجال.. وكم من مصطلح قد يحل محل «السلطات العليا» كالحكومة ووزارة الداخلية إنه الحديث عن الزوجات.. مزاح قد يتسم بالبراءة من البعض وبالألم من الآخرين، نعم بالألم، فقد قيل في علم النفس من رأيته يكثر الضحك فهو مكلوم متألم، هكذا قالوا.
بيد أن «السلطات العليا» ليست لقبا لا يليق بالزوجات، بل قد يتحول إلى توصيف دقيق ينزع باتجاه السلبية تارة والإيجابية تارة أخرى.. فبسبب الإزعاج والتصيد والطنين الدائم فهي في مقام السلطات العليا والتي توجه الطلبات والأوامر على حد زعم البعض.. وقد تكون سلطة عليا في التأثير على البيت وتربية الأبناء وصلاح الزوج، نعم فالزوجة تملك من أسرار البناء ما عجز عنه الرجل، ومن فنون الاحتواء ما جعله يلجأ لها في الملمات، ومن الحنان ما يفيض على أسرتها لتحيلها واحة غناء ذات ماء وزهر.
المرأة يا كرام سلطة عليا في تكوين المجتمع إن قدرت ذاتها وإن علمت أنها محور بناء ومنبع عطاء.
وما أجمل ما قاله معروف الرصافي:
ولم أر للخلائق من محل
يهذبها كحضن الأمهات
فحضن الأم مدرسة تسامت
بتربية البنين أو البنات
وأخلاق الوليد تقاس حسنا
بأخلاق النساء الوالدات
وليس ربيب عالية المزايا
كمثل ربيب سافلة الصفات
وليس النبت ينبت في جنان
كمثل النبت ينبت في الفلاة
فيا صدر الفتاة رحبت صدرا
فأنت مقر أسنى العاطفات
المرأة يا سادة في مملكتها الكريمة، تدرك كل تفاصيلها فتتوج نفسها بنفسها.. لكن إن قدرت وقدرت على بناء أسرة مع بناء الذات الحقيقية لا المزيفة بأوهام وخزعبلات.
[email protected]
@humod2020