بقلم: حمود ناصر العتيبي
أعود اليوم لأتسق مع ذاتي، أعود بعد انقطاع طال وامتد، وانشغال بال زاد واشتد، أعود من بين أمواج الأحداث التي عكرت صفونا، وبددت كلماتنا، وجففت مداد دواتنا، فتجمد اليراع، واحتدم عند بوابة الفكر صراع، أعود بعد انقطاع تعدى الشهر، أعود وقد ألزمت نفسي بأن أعود، أقول لنفسي غدا يصفو البال وتقل الاشغال وتطيب الأحوال، فتنازعني الأخبار من حولي فتقف عثرة أمام قولي، كلما أردت تدفقا لآمالي توقفت أمام آلامي، فقلت لنفسي: هوني عليك فغدا يدخل الشهر الفضيل.
غدا يهل علينا البشر والظفر
ويحتفي الحِجر بالصوام والحَجر
غدا يهل هلال الصوم مؤتلقا
في موكب مشرق والليل يعتكر
رنت إليه قلوب في قرارتها
لحبه سكن حلو الرؤى نضر
غدا تؤذن بالبشرى منائرنا
تسري بأخباره الآيات والنذر
ورأيتني أسلو بما ذكرت من الأبيات لشاعرها، والتي حركت في نفسي مشاعر استمدت من مشاعرها.
فبعد جراحنا في شامنا تدخل مصر في إطار اللغط والجلبة، لنتألم من جديد ونتوجع، وكأننا لم يكتب لنا أن نهدأ بل نتفجع.
فأتذكر قصيدة الشاعر «أحمد سالم با عطب» الذي بدأت بها عن رمضان وبعد دخوله يكمل شاعرها قائلا:
رمضان إنا مددنا للونى يدنا
وعربدت بيننا الأحداث والغير
تنكرت مهج للحق حين سعى
إلى ميادينها الطغيان والبطر
فلامست كلماتي سمعه وبدت
تنساب من ثغره الآيات والسور
وماثنى عطفه بل قال محتسبا
يا رب يا رب رحمى إنهم بشر
نعم يا رب رحمى إنهم بشر، نسأل الله العفو والعافية، وما أجمل ما قاله الشاعر:
رمضان يا أمل النفوس الظامئات إلى السلام
يا شهر بل يا نهر ينهل من عذوبته الأنام
طافت بك الأرواح سابحة كأسراب الحمام
بيض يجللها التقى نورا ويصقلها الصيام
إلا أن جراحنا دائما تجعل أفراحنا لا تكتمل، لنجد هذا الشاعر أيضا يكمل بقوله:
رمضان معذرة فإني لا وراء ولا أمام
نمنا وأسرى المدلجون وما عسى يجد النيام
طال الطريق بنا وضل وهد منكبنا الزحام
ولوى الطموح عنانه وانقد من يدنا الزمام
سخرت بنا الأهواء وانطلقت تقهقه في عرام
وتخاذلت همم النفوس فلا انطلاق ولا اقتحام
حال يغص بها الكرام شجى ويبتهج اللئام
بارك الله لي ولكم في الشهر الفضيل وكتب لأمتنا كل خير ونصر والأمل والإيمان بالله كبير، حفظ الله بلاد المسلمين من كل مكروه.
humod2020@
[email protected]