التوقيت هو المغزى الأهم فى زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسى إلى الخرطوم.
فمن الطبيعى والعادى والبروتوكولى أن يتبادل رئيسا مصر والسودان الزيارات الرسمية، فمن أكثر التصاقاً بمصر من الأشقاء فى السودان؟ ومن أكثر التحاماً بالسودان من الأهل فى مصر؟
لكن توقيت زيارة الرئيس المصرى، التى سبقتها زيارة مهمة لرئيس الأركان المصرى إلى السودان، ثم زيارة وزيرة الخارجية السودانية إلى القاهرة، يعتبر الرسالة الأقوى الموجهة إلى إثيوبيا فى «مسألة» أو قل «أزمة» سد النهضة، فهى الزيارة الأولى للرئيس السيسى للسودان عقب الانتفاضة التى أطاحت بالرئيس السابق عمر البشير، وأول لقاء فى الخرطوم مع الفريق أول عبدالفتاح البرهان، رئيس مجلس السيادة الحاكم.
وفور اجتماع السيسى والبرهان بقصر الرئاسة فى الخرطوم كان البيان المقتضب الأول أن الدولتين ترفضان أى إجراءات أحادية تهدف إلى فرض الأمر الواقع وملء سد النهضة دون اتفاق، كما أكدت القاهرة والخرطوم على دعم المقترح السودانى لتشكيل لجنة رباعية دولية تشمل رئاسة الاتحاد الأفريقى والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبى والولايات المتحدة للتوسط فى الملف الساخن مع تعزيز الجهود الثنائية والإقليمية والدولية للتوصل إلى اتفاق شامل حول قواعد ملء وتشغيل سد النهضة.
مصر والسودان هما نموذج لدولتين جمعتهما وحدة المصير عبر التاريخ، ونموذج لشعبين صهرتهما بوتقة تمازج لم ينقطع منذ قرون، وجمع بينهما مستقبل مشترك، ويواجهان تحديات واحدة أخطرها اليوم هى قضية المياه والاتفاق على ملء وتشغيل سد النهضة.
ومن هنا تأتى أهمية زيارة الرئيس السيسى للسودان فى رسالة لا يخطئها مراقب، ولا يغفلها حصيف.. مفادها أن مصر والسودان يواجهان التحدى بقلب رجل واحد ومصالح شعبين متمازجين، وكما أوضح الرئيس السيسى فى كلمته من أن المباحثات كانت فى إطار الارتباط الوثيق للأمن القومى المصرى والسودانى، وأن «سد النهضة» يمس صميم المصالح الحيوية للبلدين.
زيارة الرئيس المصرى للخرطوم كانت ضرورية ومهمة خاصة مع ازدياد التوتر على الحدود السودانية ـ الإثيوبية، واحتمال أن يؤدى دخول تفاهمات «سد النهضة» فى طريق مسدود واضطرار الدولتين «لخوض» آخر الحلول!!
وحفظ الله مصر وأهلها من كل سوء.
www.hossamfathy.net
Twitter: @hossamfathy66
Facebook: hossamfathy66
Alanba email ID
[email protected]