هل سننتظر في مصر المحروسة أن يصل إعلامنا «اللي بيكلم نفسه» للمرحلة التي ترد فيها «نفسه» عليه؟! حقيقة لا أفهم كل هذا التلكؤ والانتظار والتغاضي و«التطنيش» للرد على كل هذه الضربات التي نتلقاها من أسلحة الإعلام المضاد والمعادي والتي يتم إطلاق رصاص كلماتها علينا بكل لغات الأرض ومن جهاتها الأربع ونكتفي بأن نصرخ من وجع الظلم باللغة العربية على شاشات فضائيات «محلية» أبطالها عمرو ولميس وخيري وريهام وموسى وبكرى ولا يسمعهم سوى أنفسهم ولا يراهم سوانا!! مع احترامي لهم جميعاً.. فهم يؤدون واجبهم.. و«زيادة».
قامت ثورة 25 يناير وخرج الشعب في 30 يونيو ليسترد الحكم من الإخوان، وفوجئنا بالعالم الخارجي يستقي معلوماته عن مصر من قناة «الجزيرة» بالإنجليزية وحدها دون سواها، ثم اندهشنا عندما وجدنا قنوات الغرب وصحفه وإعلامه يستخدم تعبيرات مثل: الانقلاب - حكم العسكر - شرعية مرسي - مذبحة رابعة، بل إن بعض الزعماء رفعوا أيديهم بشعار الأصابع الأربعة الشهير؟؟ فماذا فعلنا: لعنا معارضينا وشجبنا إعلام الغرب واستنكرنا تقارير الشرق وصرخنا في كل قنواتنا فلم يسمعنا غيرنا وعدنا للسبات بعد أن قمنا بما علينا وأرضينا ضمائرنا.
من وقتها تتوالى علينا ضربات تقارير حقوق الإنسان المغلوطة من جهات دولية متباينة قليل منها يحظى بمصداقية دولية، فنشجب ونستنكر وننفي ونؤكد (لأنفسنا فقط) أن مصادر مثل هذه التقارير مجرد جهات مشبوهة ومواقع إخوانية وفضائيات مغرضة وكل ذلك نقوله بأنفسنا لأنفسنا عبر شاشاتنا!!
ولم نسأل: هل بذلنا حقا الجهد المطلوب في توصيل حقيقة ما يحدث على أرض مصر من حرب ضد الإرهاب في الداخل والخارج إلى العالم بلغته؟ وهل أعطينا الجهات المتابعة لحقوق الإنسان المعلومات الصحيحة والأرقام الدقيقة والحقائق الموثقة التي تدحض أكاذيب الجماعة وتمحق افتراءات آلتها الإعلامية الضخمة والمؤثرة عالميا؟
.. أدعو الرئيس عبدالفتاح السيسي الذي فتح ملفات لم يجرؤ غيره ممن سبقه على الاقتراب منها: (العشوائيات - النقل - الصحة - تطوير الريف وغيرها) ونجح فيها بشهادة الأعداء قبل الأصدقاء.. أدعوه لفتح ملف «إحياء الإعلام المصري» ووضع استراتيجية عاجلة وواضحة وجادة تشارك فيها وزارة الخارجية وهيئة الاستعلامات واتحاد التلفزيون ونقابتا الصحافيين والإعلاميين وأساتذة الإعلام ويكون هدفها إنشاء آلة إعلامية متكاملة تضم قنوات فضائية ومواقع إخبارية محترفة وموثوقة باللغات: الإنجليزية والفرنسية والإسبانية والألمانية والصينية ويتم إسناد تنفيذها إلى مؤسسة عالمية تعتمد على الكفاءات المصرية وتضمن بث إرسال هذه القنوات في جميع أنحاء العالم مهما كانت التكلفة والجهد وذلك بهدف نقل صورة مصر الحقيقية للعالم سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وفنيا وثقافيا وحضاريا لنمحو بذلك آثار الإفك ولتعرف الدنيا كلها حجم التحديات والإنجازات المصرية.
وحفظ الله مصر وأهلها من كل سوء.
www.hossamfathy.net
Twitter: @hossamfathy66
Facebook: hossamfathy66
Alanba email ID
[email protected]