في نهاية عصر مبارك وتحديدا في النصف الثاني من عام 2010 تصاعدت حدة الحملة الصحافية التي تبنتها وقادتها الكاتبة الصحافية المحترمة سكينة فؤاد، وهاجمت خلالها السياسات الزراعية التي انتهجها د.يوسف والي ومن جاء بعده، ودعمت بشدة التجربة الرائدة للبروفيسورة زينب الديب لتحقيق الاكتفاء الذاتي من القمح، وتطوير نمط الحياة في سيناء والظهير الصحراوي لمحافظات مصر عبر مزج طرق بناء المصري القديم وتجربة رائد عمارة الفقراء المهندس الراحل حسن فتحي.
ووصل الأمر من شجاعة سكينة فؤاد أن تقدمت ببلاغ على الهواء إلى النائب العام ونيابة الأموال العامة يوم الخميس 3 سبتمبر 2010 تطالبه بالتحقيق في «اختفاء» أمهات بذور القمح لمشروع عالمة الأنثروبولوجي البروفيسورة زينب الديب عام 1997، لتحقيق الاكتفاء الذاتي من القمح، والتي تم تسليمها إلى وزارة الزراعة لتوزيعها على الفلاحين والتي «اختفت» تماما، ولم تنجح زينب الديب في استعادتها أبدا، وتم التنكيل بالعالمة المصرية حتى اضطرت إلى مغادرة مصر والعودة إلى عملها بالتدريس في جامعة السوربون بفرنسا، والتعاون مع اليونيسكو، وإدارة المعهد الذي أنشأته هناك باسم «معهد الديب للبحوث الأنثولوجية والتنمية المستدامة والبيئة»، وقالت الأستاذة سكينة فؤاد: «إن مصر تغرق وتعاني وكأنها تحت الاحتلال وكل يوم تزداد ظلاماً وفقراً حتى تحولت إلى دولة تستجدي قوتها ولا تجرؤ على المطالبة بحقوقها، لأن مصر يحكمها من ليسوا على قدرها».
بعد ذلك توقفت فجأة الحملة الشرسة لتحقيق الاكتفاء من القمح وكشف الفساد في وزارة الزراعة وأجهزة الدولة والتي قادتها سكينة فؤاد في جريدة «الأهرام» وتقول الكاتبة الكبيرة: «فوجئت برئيس تحرير الأهرام يقول لي إن حملة القمح سبّبت ضيقاً للمسؤولين وإثارة للرأي العام ويجب أن أتوقف، وعقب ذلك وصلني كتاب بعدم مدّ عملي في الأهرام»!!
وللحق لم تستسلم الكاتبة الكبيرة وواصلت حملتها بعد ثورة 25 يناير، ولم تتوقف أبداً.
ولكن ما حكاية اختفاء «تقاوي» القمح من وزارة الزراعة؟
وما الذي دفع البروفيسورة لترك مصر والتخلي عن مشروعها القومي الذي كان مدرجاً رسمياً في خطتين خمسيتين؟
وماذا جاء في تحقيقات القضية رقم 459 لسنة 2004 حصر أموال عامة؟
وما قصة سرقة شقة البروفيسورة زينب الديب بالزمالك؟.. ولماذا رفض د.عصام شرف إحياء «المشروع» بعد الثورة؟
للحديث عن كل ذلك بقية.. إن كان في العمر بقية..
وحفظ الله مصر وأهلها من كل سوء.
www.hossamfathy.net
Twitter: @hossamfathy66
Facebook: hossamfathy66
Alanba email ID
[email protected]