كيف تحول «وديعتك» من 11% إلى الاستفادة من الوعاء الادخاري ذي الـ18%؟.. لا.. لا لن أشرح لك كيف تفعل ذلك، فهناك أكثر من 100 ألف خبير مصرفي مصري وضعوا رؤاهم على فيسبوك وإنستغرام!
طيب.. مبروك فوز مصر على السنغال.. ولكن لماذا لم يستجب «كيروش» لنداء 60 ألف خبير كروي في ستاد القاهرة زأروا جميعا.. زيزو.. زيزو، مطالبين بحتمية نزول النجم الكبير؟.. وما هي الخطة المثلى التي «يجب» أن يلعب بها «كيروش» في المباراة القادمة في عرين الأسود بالعاصمة السنغالية داكار؟ وما هو التشكيل «الحتمي» الذي سيصعد بمصر إلى كأس العالم في الدوحة بإذن الله.. (إذا أحيانا المولى سبحانه وتعالى حتى 21 نوفمبر 2022، أو بالأحرى إذا بقي «العالم» حتى ذلك التاريخ؟!) طبعا لن أجيب على سؤالي الخطة والتشكيل لأن هناك 500 ألف خبير كروي أجابوا على السؤالين على صفحاتهم «المتخصصة» في وسائل التواصل، وحوالي 10 آلاف «محلل» أفتوا بالجواب على القنوات الفضائية!!
أما كيف تخرج مصر من «أزمة» التداعيات السلبية للحرب الروسية في أوكرانيا، فيكفي أن تضغط «الريموت» نحو أي فضائية مصرية، لتجد «محللا» استراتيجيا ومعه خطة التعامل مع الأزمة.. وعلاج تداعياتها ومواجهة سلبياتها بدءا من كيفية حصول مصر على القمح وحتى صياغة الموقف السياسي المصري لتجنب أضرار الانحياز وإغضاب الدب الروسي أو إغاظة أونكل سام.. مرورا بكيفية شراء المواطن الغلبان كيلو زيت ونصف كيلو سكر بأقل الأسعار!
وعندما سألت صديقي الفيلسوف المنتشي.. «إذا كان الشعب المصري قد تفرغ لإصدار الفتاوى في كل الاتجاهات - قاتل الله وسائل التواصل كافة - فمن الذي سيعمل وينتج حتى نسدد كل هذه الديون، ونأكل مما نزرع.. ونلبس مما نصنع؟».
سرح صديقي الفيلسوف ببصره بعيدا.. ثم نظر إلى السماء طويلا حتى ظننته غفا.. وقبل أن أوقظه فتح عينيه فجأة وقال: متى سيصل؟.. أجبته مندهشا: من؟.. وما علاقته بأسئلتي؟.. أجاب بصوت صبغه بصبغة الحكمة والرزانة: فان دام طبعا!.. ألا تعرف أننا جميعا ننتظر «فان دام»؟ وقبل أن أقوم غاضبا غير قابل استهزاءه.. واصل حديثه بنفس الصوت الممتلئ حكمة: يا بنى اسمع واصبر وتعلم، سيصل مصر اليوم الممثل والنجم العالمي، ملك أفلام الأكشن العجوز الأميركي (من أصل بلجيكي) جان كلود فان دام (62 عاما) ليخوض مباراة شرسة مع النجم المصري أشرف كابونجا (40 عاما) الذي سحب مترو أنفاق وزنه 180 طنا في ورشة شبرا!! وطبعا سيطيح «كابونجا» بالعجوز (فان دام) وسيقبض الأخير المعلوم المتفق عليه، ويفرح المصريون ويهللون ويكبرون ويزأرون ويرج زئيرهم جوانب مصر المحروسة، ويتردد صداه في داكار، فيخشانا فريق السنغال ونهزمه، وترتعد فرائص التجار فيخفضون الأسعار، ويتحمس المصريون ليصبحوا جميعا «كابونجا»، فتخافهم الحكومة الرشيدة.. وتتقي الله فيهم.. وتخاف ربنا في الأيام المفترجة دي!! ونظر الفيلسوف لي نظرة ذات معنى وقال: إذاً الحل «أشرف كابونجا»!! وماتفهمونيش غلط!!
وحفظ الله مصر وأهلها من كل سوء.
www.hossamfathy.net
Twitter: @hossamfathy66
Facebook: hossamfathy66
Alanba email ID
[email protected]