لم تتوقف مشاعر الحزن على استشهاد 17 عسكريا في سيناء عن اعتصار قلوب المصريين حتى صدمتهم فاجعة لحاق 5 شهداء آخرين برفقائهم إلى جنة الرحمن بإذن الله لتتحول الأحزان الى ثورة غضب في نفوس المصريين بعد أن اعتقدوا أننا نجحنا في القضاء على فلول الدواعش.
فلم نكد نستوعب الهجوم الغادر الذي أسفر عن استشهاد الـ 17 ضابطا وجنديا في 7 مايو الجاري حتى فجعنا بهجوم آخر بعد 5 أيام فقط ليستشهد على أثره 5 عسكريين في 11 مايو ليصل المجموع لـ 22 شهيدا رووا بدمائهم رمال سيناء الغالية.
أعلنت «داعش» عبر ما يسمى تنظيم «ولاية سيناء» مسؤوليتها عن الهجومين الغادرين، ليثير ذلك العديد من التساؤلات الغاضبة التي عبر عنها المصريون عبر وسائل التواصل الاجتماعي من ضرورة القصاص الفوري لدماء الشهداء، والعودة للحديث عن «التطهير الكامل» لأرض الفيروز من فلول الدواعش وفئران الإرهاب مهما كان الثمن، وأن علينا جميعا ان نتحمل «كلفة» وعواقب ذلك كما تحملها أهالينا في السويس والإسماعيلية وبورسعيد من قبل.
الحادثان الإرهابيان رغم بشاعتهما أثارا العديد من الملاحظات:
أولاً: يبدو أن التسريبات التي تضمنها مسلسل «الاختيار 3» أوجعت الجماعة الإرهابية، بعد أن كشفت الآراء الحقيقية لقادتها تجاه حلفائهم من السلفيين وغيرهم، كما كشفت حقيقة ما كانوا يضمرونه لمصر وشعبها فكان لابد من إصدار الأوامر لحلفائهم في «داعش» لفعل «شيء ما» للتغطية على ردود الفعل والنقاش حول هذه التسريبات.
ثانياً: وقوع الهجومين على محطة مياه خدمية وكمين ثابت يؤكد إفلاس الإرهاب ومحدودية قدراته، وتأثره بعملية التطهير التي يقوم بها الجيش المصري لفلوله في سيناء منذ 2018، والتي أخرست أصوات الإرهاب فلم نسمع شيئا عن نشاطهم الملعون لشهور طويلة، وأعتقد أن الإرهاب في سيناء يلفظ أنفاسه الأخيرة.
ثالثاً: لم أقرأ في التعليقات الغاضبة ما يشير الى اتهام الإدارة الحالية بالتهاون في مكافحة الإرهاب، ما يشير الى فهم المصريين لحقيقة المعركة وحجمها وتحدياتها ودعمهم الكامل للقيادة السياسية في مواجهتها للإرهاب الأسود، وخوض معركة إعادة البناء في الوقت نفسه.
رحم الله شهداءنا الأبرار.. وحفظ الله مصر وأهلها من كل سوء.
www.hossamfathy.net
Twitter: @hossamfathy66
Facebook: hossamfathy66
Alanba email ID
[email protected]