بالأمس كان يوم حصاد وثمرات الجهد والعرق والتفاني والإخلاص والوطنية الحقة..
بالأمس كان حصاد تخطيط سليم وتنفيذ محترم.. وقبل كل ذلك إرادة سياسية آلت على نفسها أن تقهر الصعاب وتصنع المستحيل حتى تصنع لأبنائنا مستقبلاً يفتخرون به، دون خوف من حاقد.. أو وجل من موتور.. أو تردد بسبب العواقب، أو أيد مرتعشة تخشى المساءلة.
بالأمس كان حصاد زراعات مشروع «مستقبل مصر للإنتاج الزراعي»، حصاد خير 350 ألف فدان آتت أُكلها من إجمالي مليون و50 ألف فدان تم استصلاحها ضمن مستهدف 2 مليون فدان.. في قلب الصحراء وباستخدام المياه الجوفية، والمعالجة، إضافة لإنشاء ترعة خاصة ذات أجزاء مكشوفة وأخرى مغطاة، بطول 140 كيلومترا، شاهدنا بأم أعيننا حجم العمل الجبار في خدماتها من محطات رفع ضخمة وسحارات هائلة وردم لطريق في وسط البحيرات وإنشاء بيارات عملاقة وحفر أحواض سحب.. جهد جبار تخطط له عقول مصرية.. وتنفذه سواعد وعزائم لا تعرف الملل ولا الكلل ذاقت طعم «قهر المستحيل».
مشروع مستقبل مصر للإنتاج الزراعي هو نواة ضخمة للدلتا الجديدة، ولبنة أساسية في تحقيق أمل الاكتفاء الذاتي في قطاع الزراعة، فما تم زراعته موسم 2021/2020 تجاوز 40 ألف فدان قمح، و32 ألف فدان ذرة و55 ألف فدان بطاطس و65 ألف فدان بنجر إضافة لآلاف الأفدنة من الموالح والمانجو والعنب والخضراوات والبصل ودوار الشمس وغيرها.
وتقوم إدارة المشروع العملاق التي يرأسها «مقدم» جيش شاب بالتعاون مع شركات متعددة من القطاع الخاص تستخدم 3600 جهاز ري محوري مطور، ويعمل بالمشروع 10 آلاف شخص مباشرة، بالإضافة إلى أكثر من 350 فرصة عمل غير مباشرة.
هكذا يتم بناء الأوطان، والعمل على تأمين مستقبل أبنائها، وتحقيق حلم الأمن الغذائي لأكثر من 100 مليون مصري وأكثر من 5 ملايين «ضيف» يعيشون على أرض المحروسة.
ويكفي مصر فخراً أنها إحدى الدول القلائل التي تجاوزت تداعيات جائحة «كورونا» دون أن يشعر مواطنوها أو ضيوفها بنقص سلعة أساسية واحدة.
وإنها أيضا من دول قلائل لم تختف الزيوت من أرفف منافذ بيعها - كما حدث في دول أوروبية متقدمة - نتيجة أزمة روسيا - أوكرانيا.
حمداً لله على نعمه التي أسبغها على أرض المحروسة.
وحفظ الله مصر وأهلها من كل سوء.
www.hossamfathy.net
Twitter: @hossamfathy66
Facebook: hossamfathy66
Alanba email ID
[email protected]