أعتقد أن كلمات الرائع الراحل مأمون الشناوي «حلاوة شمسنا وخفة ضلنا والجو عندنا ربيع طول السنة»، والتي لحنها الموسيقار علي إسماعيل وأدتها فرقة رضا في فيلم «غرام في الكرنك» ينبغي ان تتم ترجمتها بكل اللغات الأوروبية ونشرها ضمن النشرات السياحية لهيئة تنشيط السياحة ـ أفاقها الله ـ وتوزيعها على كل المواقع بدول أوروبا التي تنتظر شتاءً لا يعلم قسوته إلا الله مع استمرار ضعف ضخ الغاز إلى أوروبا وتواصل الحرب الروسية ـ الأوكرانية.
بالأمس، كتبت عن الرعب الذي يجتاح أوروبا خوفا من نقص التدفئة والشتاء القارس، ونصائح حكومات القارة العجوز لمواطنيها بالبحث عن بلد دافئ.. وتكلفة الحياة فيه رخيصة لقضاء شهور الشتاء الطويلة.
وأشرت إلى ان مصر هي ـ وبتجرد تام ـ البلد الأكثر ملاءمة لاحتضان واحتواء و«تدفئة» ملايين الأوروبيين الذين سيبدأون «موسم الهجرة إلى الجنوب» مع تدني درجات الحرارة شهر أكتوبر المقبل، فماذا نحن فاعلون؟
أولا: مصر لديها ميزة تنافسية لا يضاهيها فيها أي بلد منافس جاذب للسياحة، ألا وهي شواطئ المياه الدافئة، ففي شمال أفريقيا كلها لا ينافس شواطئ مصر على البحر الأحمر بلد آخر، لا في جنوب أوروبا ولا شمال أفريقيا.
ثانيا: مصر هي الأقرب جغرافيا، وبالتالي الأقل تكلفة بالنسبة لأسعار الطيران، سواء المنتظم أو العارض (شارتر).
ثالثا: مصر هي «الأرخص» بالنسبة لأسعار الغرف الفندقية في الظروف العادية، ويكفي ان نعرف ان مجلس الوزراء اضطر لإصدار قرار بتحديد «الحد الأدنى» لأسعار الإقامة في المنشآت الفندقية لتكون 50 دولارا للخمس نجوم، و40 للأربع نجوم، و30 دولارا في الليلة لفنادق الـ 3 نجوم، وذلك تصديا لظاهرة «حرق الأسعار»!
رابعا: مصر لديها مئات الآلاف من الشاليهات والفيلات والشقق والاستديوهات التي لا يستخدمها أصحابها سوى أسابيع قليلة ثم يغلقونها بقية العام، إضافة إلى آلاف القرى السياحية التي تغلق أبوابها شتاءً، ولا شك ان أجواء ساحل مصر الشمالي الباردة هي «صيف دافئ» بالنسبة لأهل شمال أوروبا.
لذا، على الدولة المصرية، وبخاصة اتحاد الغرف السياحية، وهيئة تنشيط السياحة، ووزارة السياحة، ووزارة الطيران المدني، واتحاد الفنادق والقرى السياحية، وشركة مصر للطيران وشركات الطيران الخاصة، التحرك لوضع خطة شاملة تتضمن اتفاقيات خاصة مع دول الاتحاد الأوروبي والدول خارج الاتحاد، تستضيف مصر بمقتضاها مواطني هذه الدول لفترات طويلة بأسعار مخفضة تتناسب مع طول الفترة، وبأسعار طيران معتدلة، وتشارك في هذه الحملة القومية كل الجهات السابق ذكرها، ويجب وضع هذا المخطط وتنفيذه بأسرع وقت ممكن، وان يحظى بالدعم من أعلى مستويات السلطة لضمان دقة التنفيذ والالتزام الصارم بالقواعد
الموضوعة دون «فهلوة» أو «استذكاء» حتى نحول «محنة» الأوروبيين إلى «منحة» لمصر.
وحفظ الله مصر وأهلها من كل سوء.
www.hossamfathy.net
Twitter: @hossamfathy66
Facebook: hossamfathy66
Alanba email ID
[email protected]