استكمالاً للحديث عن ضرورة التفكير «خارج الصندوق»، لاستقطاب «ملايين» الأوروبيين الباحثين عن بلد «دافئ» يحتضنهم ويقيهم زمهرير شتاء أوروبا الطويل الذي يدق أبواب القارة العجوز في غياب الغاز الروسي، أتساءل: لماذا يُبقي ملايين المصريين بيوتهم الصيفية في الساحل الشمالي الممتد من العريش حتى مرسى مطروح، وشاليهاتهم الشتوية على سواحل سيناء والبحر الأحمر مغلقة أغلب شهور العام، يدفعون تكلفة صيانتها والحفاظ عليها وضرائبها، دون تحقيق أدنى استفادة منها سوى قضاء أسابيع الإجازة القليلة مع الأسرة؟
شخصياً قضيت مع العائلة إجازات في مختلف مدن أميركا باستخدام تطبيق إير بي إن بي «AIRBNB» السحري الذي يوفر للمشترك أكثر من مليون وحدة سكنية في 142 دولة يعرضها أصحابها للإيجار لمدد مختلفة طبقاً لشروط صارمة تضمن حقوق المؤجر والمستأجر، مقابل حصول الشركة على 5% فقط من القيمة الإيجارية، بعض هذه الإجازات قضيناها في مزارع شاسعة وبيوت أقرب إلى القصور القديمة!! وبأسعار أكثر من معقولة!!
الفكرة تقترب من فكرة «أوبر» التي ينقل المشاركون فيها الركاب بسياراتهم الخاصة من خلال التطبيق الشهير، وفي «إير بي ان بي» هناك شروط صارمة لكل شيء لضمان حقوق جميع الأطراف، وحلول لكل المشاكل، وهذه الشركة التي تتخذ من سان فرانسيسكو مقراً لها منذ 2008، تدير تأجير مئات الآلاف من العقارات دون أن تملك عقاراً واحداً منها!!
ويتابع صفحتها على «فيسبوك» أكثر من 16 مليون متابع!
وبالمناسبة هناك آلاف العقارات المسجلة على موقع الشركة من مصر، ولم تنجح «الفهلوة» المصرية في إفساد الأمر (تجربة شخصية: عند تأجير شاليه في الساحل «الشرير» حاولت مالكته الاستذكاء وتسليمنا شاليهاً آخر يعلو الشاليه المتفق عليه، وفور شكوى ابنتي الصغرى إسراء عبر الإيميل كان التواصل الفوري الهاتفي من إدارة الشركة وفتح تحقيق انتهى بإعادة الأمور لنصابها، ومعاقبة المالكة وخصم مبلغ من التعاقد وإعادته لحسابي فورا.. وببساطة)!
خلاصة الأمر، لماذا لا يتم إنشاء شركة (موقع) مصري مماثل لـ (AIRBNB)، وتديره «جهة» موثوق فيها، وتخضع لقواعد وقوانين ورقابة صارمة، يتم فيه تجميع كل العقارات التي يرغب أصحابها في تأجيرها بنفس الطريقة داخل مصر فقط؟
وإن لم نستطع ذلك ـ وهو أمر يسير ـ فلماذا لا نبدأ بإنشاء موقع موثوق يساعد أصحاب العقارات على التعامل مباشرة مع «إير بي ان بي»، خاصة من لا يمتلكون القدرة أو اللغة أو المهارة للتعامل مع التكنولوجيا الحديثة؟
مجرد أفكار.. عابرة.. وبالتأكيد فإن أهل «التخصص» لديهم ما هو أفضل من ذلك، لكنني أحاول فقط رمي حجر ربما يحرك مياه البحيرة الراكدة.
وحفظ الله مصر وأهلها من كل سوء.
www.hossamfathy.net
Twitter: @hossamfathy66
Facebook: hossamfathy66
Alanba email ID
[email protected]