تجربة قيادة سيارتك في شوارع المحروسة هي تجربة فريدة ومختلفة وتمنحك كما هائلاً من القصص والحكايات والغرائب والعجائب لتقصها على أصدقائك وأبنائك وأحفادك.
دعونا نتفق على أن شوارع المحروسة وخصوصاً الطرق السريعة شهدت تطوراً حقيقياً غير مسبوق: مصر ـ إسكندرية ، إسكندرية- مطروح، الدائري، الإقليمي ، الأوسطي، السويس، الجلالة، شرم الشيخ وغيرها، لكن لم يتم تطوير سلوك السائقين!!
أيضاً قوانين المرور الموجودة، لا بأس بها ولا تحتاج نسفاً أو تغييرات جذرية، فالعقوبات رادعة، ولكن هل يتم تطبيق وتنفيذ القانون في شوارع مصر؟! هذا هو السؤال..
الملاحظة الأولى: في أغلب دول العالم المتحضر وحتى النامي عند حدوث حادث بين سيارتين هناك قواعد أساسية، قد تحدث المشادات أو الملاسنات البسيطة حسب الحالة المزاجية للبشر، لكن فوراً يأتي شرطي المرور ويحسم الأمر ويحدد المخطئ أو يحول الحادث للخبير لتحديد المتسبب ثم تقوم شركة التأمين بالباقي.
أما عندنا فهناك «غياب كامل» لدور شركات التأمين بالرغم من التأمين الإجباري المفروض على الجميع!! وهذه أولى «الأثافي»، يجب تفعيل دور شركات التأمين وتحديد واجباتها طبقا لوثيقة واضحة ومقابل عادل.
الملاحظة الثانية: باستثناء إشارة مرور رقمية في منتصف شارع التسعين الشمالي، في التجمع الخامس، لم تصادفني إشارة أخرى يتم احترام ألوانها!!.. فيجب العودة لاحترام إشارات ورجال المرور واستعادة هيبتهم وسطوتهم وتحكمهم في المرور، وهذا دور وزارة الداخلية.
الملاحظة الثالثة: بما أننا اعتمدنا نظام «الصينية» أو الميدان أو الدوار، كبديل للإشارات الضوئية خاصة في المدن والتجمعات الجديدة، يجب توضيح قواعد الدخول والخروج منها، وهي في كل الدنيا أن الأولوية للسيارة التي هي داخل «الصينية» بالفعل، وعلى القادم من الشارع إلى «الصينية» الانتظار واختيار الوقت المناسب للدخول، ثم الالتزام بالحارة الأقرب للمخرج الذي يستهدفه.. وللأسف في مصر مازلنا نعتمد قاعدة الـ «بوز..باز»، فمن يسبق بإدخال «بوز» سيارته، يمتلك الحق بالاستمرار!!
الملاحظة الرابعة: يبدو أن أغلب السائقين يعتقدون أن الخطوط البيضاء سواء المتقطعة أو المتصلة لا تهدف إلى تحديد المسارات وحارات المرور، ولكن الهدف منها أن تجعلها في منتصف السيارة تماما أثناء السير!!
يحدث ذلك داخل المدن وعلى الطرق السريعة على حد سواء!
وهناك عشرات المخالفات «المزمنة» التي تستدعي بث الإعلام حملات توعية مكثفة، تعقبها عقوبات حقيقية.. «موجعة» على المخالفين المتعمدين حتى نعيد للشارع المصري احترامه.. والملاحظات المرورية تحتاج إلى عشرات المقالات.. للأسف..
وغداً للحديث بقية.. إن كان في العمر بقية..
وحفظ الله مصر وأهلها من كل سوء.
www.hossamfathy.net
Twitter: @hossamfathy66
Facebook: hossamfathy66
Alanba email ID
[email protected]