قول واحد: لن تنهض مصر وتتقدم إلا بإصلاح شامل وجذري وثوري لمنظومة التعليم.
وشخصيا لا آخذ أي منظومة إصلاح اقتصادي أو اجتماعي أو سياسي على محمل الجد ما لم تعتمد على ترسيخ وتنفيذ نظام تعليم متطور من مرحلة ما قبل الابتدائي وحتى ما بعد الجامعي، عدا ذلك فهو «نفخ في قربة مقطوعة»، وحرث في البحر، ومعركة «دون كيشوتية» مع طواحين الهواء، وكلام فارغ.. وزد على ذلك ما شئت حسب نواياك ونظرتك لصاحب القرار.
اختارت مصر أن يكون عام 2019 عاما للتعليم، وبعد أيام قليلة تستضيف «الغردقة» النسخة الرابعة من مؤتمر «مصر تستطيع»، والتي تحمل هذا العام عنوان «مصر تستطيع.. بالتعليم»، برعاية من رئيس الدولة، ودعم كامل من وزارة الدولة للهجرة وشؤون المصريين في الخارج ووزيرتها «النشطة» السفيرة نبيلة مكرم، بالتعاون مع الوزارتين المعنيتين: التربية والتعليم والتعليم الفني.. والتعليم العالي والبحث العلمي، وبمشاركة أكثر من 11 جهة ومؤسسة مصرية.
وبالرغم من كثرة المؤتمرات التي تتواتر على كافة مدن مصر، وتنوعها بين اقتصاد واستثمار وصناعة وسياحة وصحة وعلوم، وأخرى عن أفريقيا وأوروبا وشباب العالم، إلا أن - وجهة نظري - هذا المؤتمر «مصر تستطيع.. بالتعليم» يجب أن يكون الأكثر أهمية على الإطلاق، ويبحث بالفعل سبل تطوير المنظومة التعليمية في مصر المحروسة، وتعديلها أو تصويبها، أو نسفها إذا لزم الأمر، وأن يشهد المؤتمر مناقشات جادة ومثمرة لرؤى وأطروحات خبراء مصر في الخارج، الذين يشاهدون الصورة كاملة من خارج مصر، ولا تربطهم أي مصالح «ضيقة» بمؤلفي وموزعي الكتب الخارجية، أو أصحاب المدارس والجامعات الخاصة، أو معلمي «السناتر»، أو تخنقهم البيروقراطية العقيمة التي تقضي على أي محاولات للتميز والإبداع وتسحق أي فكر يخالف عقليتها المتخلفة!
أدعو الله أن يوفق القائمين على أمر التعليم في بر مصر للاستفادة من عقولنا المهاجرة ودمج خبراتهم في مجالات التعليم والبحث العلمي للوصول إلى استراتيجية يتم تطبيقها فورا لتطوير التعليم، والارتقاء بالمنظومة التعليمية كلها، لتحقيق التنمية الحقيقية والشاملة والمستدامة، والتي عمادها «الإنسان»..
وحفظ الله مصر وأهلها من كل سوء.
www.hossamfathy.net
Twitter: @hossamfathy66
Facebook: hossamfathy66
Alanba email ID
[email protected]