لا يا سيدي.. والله لا أدعو إلى تقنين تداول الحشيش في مصر، وأوقن تماما أن مصر المحروسة غير مستعدة لمثل هذا التطور الحضاري الكبير، فنحن لسنا هولندا ولا كندا، ولا ألمانيا ولا ولايات أميركية مثل كاليفورنيا وألاسكا ونيفادا، أو دولا مثل البرتغال وكوريا الشمالية وأورجواي.. وغيرها.
يا سيدي نحن في دولة تحكمها الشريعة الإسلامية السمحة، والتي أجمع فقهاؤها على تحريم المخدرات ومنها الحشيش، وتصدوا بعلمهم وفقههم لكل محاولات القائلين بعدم وجود آيات في القرآن أو أحاديث للرسول صلى الله عليه وسلم تحرم الحشيش، وانما اعتماد على القياس، وعلى ان الشريعة الإسلامية جاءت للمحافظة على ضرورات الحياة بالحماية والرعاية، فالحشيش مضرّ بالعقل، يذهبه، مضيع للمال، هادم للصحة، معطل للحواس.
هكذا كانت إجابتي للطبيب الشاب الذي اتصل أمس فور نشر مقال «مساء الخييير»، حول خبر احتلال القاهرة للمركز الخامس عالميا في استهلاك الحشيش.
أما رأيي في الطرح الاقتصادي القائل إن زراعة وتجارة وتقنين وتصنيع الحشيش هي بمثابة «الذهب الأخضر»، أو «النفط الأخضر»، وان عائدات ذلك كفيلة بإصلاح ميزان الاقتصاد المائل، واننا طالما نسمح ببيع وتداول وتصدير «البيرة» (الجعة) فلماذا نمنع الحشيش؟ وهناك دول تدرس زراعته لتحسين اقتصادها مثل لبنان الأخضر الذي شكل لجنة لدراسة مقترح شركة ماكينزي الأميركية بزراعة القنب الهندي لدعم الاقتصاد، وللمنادين بهذا الرأي أؤكد انه اذا وضع تقنين الحشيش دعما للاقتصاد المصري في كفة، وصحة شبابنا في الكفة الأخرى، فإنني أختار صحة المصريين مهما كانت تكلفة خسارة الفرصة البديلة بلغة أهل المال.
.. لكن الأمر يختلف مثلا لو قررت الدولة زراعة نبات القنب الهندي تحت سيطرتها الكاملة للاستفادة منه اقتصاديا في الطب وغيره، ولتوفير العملة الصعبة، دون ان يتسرب للشعب كحشيش.
.. ويحكى أن في زمن «قراقوش» اجتمعت مجموعة حشاشين في مركب أمام بولاق، وفاجأهم الحاكم ـ وقتها ـ فمثّلوا أنهم يصنعون قماشا على نول للنسيج، فسألهم: ماذا تفعلون؟ فأجاب أحدهم وهو يحمل الهواء كمن يعرض القماش: يا مولانا نصنع قماشا لا يراه اللصوص ولا الظالمون أبدا.. هل يعجبك؟ نظر له الحاكم ـ وقد فهم المغزى ـ وأجابه: لكن لونه لا يعجبني.. هل لديكم ألوان أخرى؟!
وحفظ الله مصر وأهلها من كل سوء.
www.hossamfathy.net
Twitter: @hossamfathy66
Facebook: hossamfathy66
Alanba email ID
[email protected]