.. قبل أيام قليلة فازت مصر بتنظيم كأس الأمم الأفريقية 2019، وكتبت يومها مقالا بعنوان «مبروك.. ولكن»، أشدت فيه بالنجاح الساحق الذي حققته الرياضة والديبلوماسية المصرية بالحصول على 15 صوتا مقابل صوتين لجنوب أفريقيا، حتى ننسى فضيحة «صفر المونديال».. وبعد التركيز على الإيجابيات التي ستحصل عليها مصر جراء استضافة الكأس، على العديد من الأصعدة، حذرت بأن ذلك سيلقي عبئا كبيرا على الجهات الأمنية التي سيتوجب عليها اتخاذ أعلى درجات الحيطة والحذر لتأمين المباريات والجماهير واللاعبين وأماكن تجمع الضيوف حتى لا يحدث ما يعكر صفو البطولة.
غير أن المسؤولية الكبرى ستقع على عاتق «الجمهور»، نعم الجماهير الغفيرة التي يجب أن تتم توعيتها بشتى الوسائل، وبكل الطرق الممكنة، وباستخدام جميع الأساليب حتى يوقن كل مواطن مصري محب لوطنه انه يلعب دورا لا يقل أهمية عن المسؤولين والتنفيذيين لإنجاح البطولة ولاستغلال الفرصة «الذهبية» لتعريف العالم بمصر الآن، وطمأنة العالم على مصر وإليها، وان هذا الدور الذي يقع على المواطنين والجماهير يبدأ منذ الآن متمثلا في حملات التوعية للمواطنين، وتعريفهم بالدور المطلوب منهم، والمسؤولية التي يجب أن يتحملها كل واحد فيهم تجاه «الضيوف».. وتجاه مصر.
وللأسف، لم يكد حبر المقال يجف حتى كانت مباراة أمس الأول الجمعة بين الإسماعيلي المصري و«ضيفه» نادي الأفريقي التونسي، والتي شهدت أخطاء تحكيمية واضحة، ووارد حدوثها في عالم كرة القدم ما أغضب «الإسماعيلاوية» الذين بدأوا بإلقاء زجاجات المياه على أرض الملعب باتجاه حامل الراية، حتى اضطر الحكم الكاميروني الى إيقاف المباراة في الدقيقة 84، ولأكثر من 45 دقيقة ومن ثم عدم استكمالها، دون أن ينجح نجوم وإداريو النادي الإسماعيلي في تهدئة الجمهور او يتمكن الأمن من التدخل وإخلاء المدرج الذي قامت جماهيره بالشغب.
وهنا يدق جرس الإنذار المبكر، ماذا سنفعل لمنع هذه السلوكيات أثناء كأس أفريقيا؟.. وهل سنترك الأمور تخرج عن السيطرة دون تدخل أمني أمام كاميرات وعيون العالم؟
.. أعتقد أن ما حدث يدق عاليا كل أجراس الإنذار.. ويومض كل المصابيح الحمراء.. لضرورة أن نبدأ فورا ومن الآن حملة توعية تشارك فيها كل الأجهزة المعنية، ونبدأ وعلى الفور بتجربة زيادة أعداد الحضور للمباريات في الدوري العام ليتمكن الأمن من قياس قدراته في التعامل مع المواقف المختلفة، كما حدث في الإسماعيلية، فنحن جميعا جمهورا وأمنا وإداريين ولاعبين لم نتعود على العودة للظروف الطبيعية بعد، ويجب ألا تكون التجربة هي كأس الأمم الأفريقية حفاظا على صورة شعب.. وسمعة بلد.. وكرامة مواطن.. وهيبة دولة!
وحفظ الله مصر وأهلها من كل سوء.
www.hossamfathy.net
Twitter: @hossamfathy66
Facebook: hossamfathy66
Alanba email ID
[email protected]