كان المفروض أن أكتب اليوم تجربتي «الشخصية» مع شركتين كبيرتين من شركات التطوير العقاري، لكنني فوجئت بالصديق العزيز محمود أبوالعيون أستاذ الاقتصاد بجامعة الزقازيق ومحافظ البنك المركزي الأسبق والخبير الاقتصادي اللامع وقد وفر عليّ أعباء الكتابة، حيث كتب عدة «بوستات» على موقعه في «فيسبوك» بخفة دم قلما يجيدها أهل الاقتصاد المعتادون على جفاف الأرقام وأعطاها عنوانا جاذبا.. «مقدمة في النصب العقاري»، قرأت المجموعة كلها في يوم واحد، ويبدو أن الشركات كلها تتبع أسلوبا واحدا «Copy - Past»، وبمجرد توقفي عند آخر موجة ضحك، سارعت بالاتصال بأستاذنا الصديق العزيز د.محمود أبوالعيون لأجده خارج البلاد، استأذنته في إعادة نشر «قصته» مع النصب العقاري لأنها ستكون أكثر فائدة وتأثيرا، يكفي انه أستاذ اقتصاد ومحافظ أسبق للبنك المركزي، أهم منصب مالي ونقدي في كل دول العالم، وافق أ.د.محمود أبوالعيون على الفور، وبالطبع سوف «أنشر بتصرف» نظرا لضيق المساحة..
يقول د.أبوالعيون: البداية.. إعلانات ضخمة للشركة تحاصرك بعروضها ومشاريعها من الساحل الشمالي إلى العاصمة الإدارية، ومن هضبة الجلالة للعين السخنة، يروج لها فنانون مشهورون، ويلاحقك المندوبون في المولات الشهيرة، ويتصل بك زملاؤهم يتحدثون عربي وإنجليزي وفرنساوي عن أروع مشروع في الكون، قطعة من الجنة على الأرض، ومع الإلحاح منهم، والرغبة من عائلتك تطلب «البروشور»، وترتكب الخطأ الثاني بإعطاء هاتفك أو إيميلك للمندوب، وتبدأ الرحلة والأسئلة.. والرد منهم: «ما ينفعش ع التلفون احنا هنيجي لسياتك ونقابل سعاتك» (الاثنين بدون دال)، وفي الموعد يأتيان، شاب شيك وبنت جميلة، أدب ولغات وتدريب وبروشورات وخرائط.. والبحر يصبح «طحينة»! وغسيل مخ ينتهي بإخراج جدول الأسعار وطرق السداد من شنطة حمزة أو جراب الحاوي «وسياتك» متفكرش في السعر خالص!! وبعد تفكير في حساباتك وشهادات الادخار، وبيع عقار موجود تلاقي نفسك بتوقع طلب الحجز وتدفع الدفعة المقدمة، ويتعهدون بدعوتك لزيارة موقع المشروع عند إطلاقه رسميا، ويصلك العقد الابتدائي وتمسك بالعدسة المكبرة لتقرأ المفاجآت:
1- موعد التسليم تغير، والجديد بعد سنة أو اثنتين، بل ويحق للشركة تغييره دون أي شرط جزائي!!
2- لا يتضمن العقد ما يثبت ملكية الأرض ولا التراخيص، ولا مخطط بناء المشروع.
3- تعهد بأنك عاينت الموقع والمستندات معاينة نافية للجهالة، وإقرار بأنك وافقت على تسلم «العين» على حالتها!! ولا اعتراض على المواصفات ولا يعتد بما جاء في المواد الدعائية.
باختصار.. «سياتك» اشتريت «سمك في ميه»..
وغداً للحديث بقية.. إن كان في العمر بقية.
وحفظ الله مصر وأهلها من كل سوء.
www.hossamfathy.net
Twitter: @hossamfathy66
Facebook: hossamfathy66
Alanba email ID
[email protected]