في الوقت الذي تزايدت فيه وتيرة التفاعل وعلت نبرة السخرية في وسائل التواصل الاجتماعي من ان التاجر هو المستفيد الأول «كالعادة» من القرارات التي أصدرها الرئيس عبد الفتاح السيسي مؤخرا، بزيادة المرتبات والمعاشات والترقيات الجديدة، ودعوتنا في مقال سابق إلى ضرورة ضبط السوق وتثبيت الأسعار «ان لم يكن تخفيضها»، طالعتنا الأخبار بتحركات مبكرة للحكومة التي اتخذت حزمة من الإجراءات وقررت تنفيذها بشكل فوري لضبط الأسواق ومنع أي محاولات لزيادة الأسعار، خاصة مع اقتراب حلول بعض المناسبات والمواسم الهامة التي يزيد فيها الطلب على السلع الغذائية.
والإجراءات التي أعلنت عنها الحكومة سيتم تنفيذها بالتنسيق بين وزارات التموين والتجارة الداخلية والزراعة والتنمية المحلية والدفاع والداخلية وبالتعاون مع الغرف التجارية والصناعية، من خلال توفير احتياجات المواطنين لمواجهة أي محاولات لرفع الأسعار واستغلال بعض المحتكرين والمنتجين والموردين والتجار، من خلال تخصيص أرصدة استراتيجية من السلع الغذائية تكفي الاستهلاك مدة آمنة، وتوفير مخازن لها في المحافظات لتأمين احتياجات المواطنين على مستوى الجمهورية لمدة كبيرة، والتوسع في إقامة المعارض والمنافذ الخاصة بعرض السلع في المحافظات، ولكن السؤال الذي يطرح نفسه هو: هل ستنجح الخطة وتقف تلك الإجراءات سدا منيعا أمام جشع هؤلاء؟! نأمل ذلك.
وخيرا فعلت وزارة التموين والتجارة الداخلية من قيام الشركة القابضة للصناعات الغذائية وهيئة السلع التموينية بالتعاقد مع عدد من الموردين وأصحاب المصانع مباشرة من خلال اللجنة المركزية لشراء السلع لتوفير أرصدة إضافية من السلع بجودة عالية وأقل سعرا عن السوق للمواد الأساسية التي لا يمكن الاستغناء عنها بنسبة تصل الى 30%.
وإذا استطاعت الحكومة مواجهة التحدي بتطبيق تلك الإجراءات، وتشديد الرقابة على الأسواق، فبلا شك ستؤتي ثمارها وتقوض أحلام التجار وتقطع اذرع الجشع وتحجم النوايا الشيطانية لبعض المنتجين والموردين من مصاصي دماء الشعب، ويكون المستهلك هو المستفيد الأول في تلك الحالة.
والمطلوب لتحقيق تلك الأهداف النبيلة التي تصب في صالح الطبقة الكادحة من غالبية أبناء الشعب المصري، هو تكثيف الحملات الرقابية على الأسواق وخروج حملات تفتيشية مكبرة على مدار اليوم بالتنسيق مع الأجهزة الرقابية التابعة للوزارات المختلفة على المحلات وكافة المنافذ والأسواق، للتأكد من صلاحية وسلامة المنتجات المعروضة، وعدم التلاعب بالأسعار، والذي نأمل ان يتحقق بإيجابية على أرض الواقع وليس مجرد شكليات وظهور أمام كاميرات وعدسات وسائل الإعلام فقط، مع التأكيد على ضرورة مشاركة المواطن في الحفاظ على مكتسباته، وضرورة فضح كل من يحاول رفع سعر أي سلعة.
وحفظ الله مصر وأهلها من كل مكروه.
www.hossamfathy.net
Twitter: @hossamfathy66
Facebook: hossamfathy66
Alanba email ID
[email protected]