مباشرة وبلا مقدمات نطالب الرئيس عبدالفتاح السيسي بإطلاق حملة وطنية للقضاء على ظاهرة انتشار المخدرات في مصر تواكب مبادرة «مصر بلا إدمان»، انقاذا لشبابنا من براثن التجار، وسطوة «الكيف»، وضياع المستقبل.
اعتقد أن ما حدث الأسبوع الماضي ينبغي أن نتوقف عنده كثيرا، ونبدأ بتحية كبيرة لـ«البواسل» الذين شاركوا في أكبر ضربة أمنية لتجارة المخدرات في التاريخ والتي أدت إلى ضبط 2 طن هيروين نقي تقدر قيمتها السوقية بـ 2 مليار جنيه، توقع صديقنا عمرو أديب أن تتحول بعد «خلطها» إلى 20 طن هيروين تجاري تتجزأ إلى 160 مليون جرعة (ومحدش يسألني عمورة جاب المعلومات الدقيقة دي منين!!).
الأمر جد «مرعب»، وتصور دخول هذه الكمية إلى «أدمغة» شبابنا أمر مفزع، ويطرح عشرات الاستفسارات التي تنتظر إجابات من المسؤولين: هل سوق المخدرات المصري بهذا الحجم الضخم؟.. وهل «الشعب الفقير أوي» ينفق هذه المليارات على شراء مخدر «غالي الثمن» كالهيروين؟
وكم عدد الشباب المدمن الذي ذهبت صحته الجسدية والعقلية وضاع مستقبله وأموال أسرته ضحية الإدمان؟
وكم عائلة انتهكت «سمعتها» وتفككت وضاعت بسبب إدمان أحد أفرادها؟
وما الذي تقدمه الدولة لشبابها.. عماد نهضتها.. وركيزة مستقبلها.. ومحور تنميتها حتى تحميه من الوقوع بين أنياب الإدمان وبراثن التجار؟.. وماذا فعلت لإنقاذ من وقع منهم في الشرك ولم يعد يقدر حتى على رفع يده كالغريق طالبا الإنقاذ؟
وهل التشريعات الحالية كافية لمقاومة هذه «الآفة» المدمرة أم نحتاج إلى «ثورة» تشريعات لمواكبة غزو المخدرات لمصر؟
ومع تطور التكنولوجيا والسلاح بين أيدي التجار الكبار والمروجين هل نملك الإمكانات التكنولوجية لمواجهة هذه العصابات المتطورة؟
في الماضي كانت مناطق الاتجار معروفة للجميع.. بين الباطنية والفسطاط في القاهرة وجبل ناعسة في الإسكندرية، وبلبيس في الشرقية، وطريق الفيوم وغيرها، وكان «الناضورجية» يرصدون الحملات ويحذرون التجار بـ«الصفارات»،.. هذا الزمن «اندثر» وانقرضت أدواته، وحل محلها تكنولوجيا «الموبايل» والـ «GPS»، وأجهزة تحديد المواقع ووسائل التواصل الحديثة، مما جعل مكافحة التهريب والاتجار أكثر صعوبة، وتحتاج كما قلنا في البداية إلى حملة وطنية للقضاء على المخدرات.
وللحديث بقية إن كان في العمر بقية.
وحفظ الله مصر وأهلها من كل سوء.
www.hossamfathy.net
Twitter: @hossamfathy66
Facebook: hossamfathy66
Alanba email ID
[email protected]