ظهر مصطلح «الأفغان العرب» والذي أطلق على العرب الذين قاتلوا في أفغانستان، ثم عادوا إلى ديارهم في منتصف تسعينيات القرن الماضي، وقتها شكّل هؤلاء تحديا شديد الخطورة لأنظمة الدول العربية التي ينتمون إليها، وعلى رأسها مصر، وكانت نتيجة فشل محاولات الاحتواء أن تسلل بعض هؤلاء بأفكارهم المتطرفة وأنشأوا تنظيمي «القاعدة»، و«داعش»، وكان ذلك متزامنا مع ما عرف وقتها بنظام «المراجعات» المقصود بها مراجعة الفكر المتطرف في عقول هؤلاء.
واليوم مع اقتراب انتهاء الحرب على «داعش» في سوريا والعراق، يعود العالم لمواجهة نفس المشكلة: ماذا ستفعل الدول بمواطنيها الذين اختاروا عن «قناعة راسخة» الانضمام لتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) والقتال معه؟
هؤلاء «المقاتلين» الذين هم خطر حقيقي فكريا وعمليا، يشكلون تحديا كبيرا لدولهم التي لم تتفق في طريقة واحدة للتعامل مع مسألة عودتهم.
في بريطانيا قدرت إدارة «سكوتلانديارد» عدد البريطانيين الدواعش الأحياء بحوالي 200 متطرف، ويسمح قانون محاربة الإرهاب البريطاني بإسقاط الجنسية عن المتشددين، ويكفي سفر المواطن إلى منطقة يسيطر عليها المتطرفون ليحاكم ويسجن.
أما إسبانيا فيؤكد مركز الاستخبارات الإسباني لمواجهة الإرهاب والجريمة المنظمة ان 234 إسبانيا سافروا إلى سوريا وانضموا لداعش وعاد منهم 44 يخضعون للمراقبة!!
وفي ألمانيا عاد 300 ألماني من مجموع ألف انضموا لداعش وبقي 50 ألمانيا بين صفوف التنظيم، وتسعى الدولة لمراقبة العائدين للتأكد من اتجاهاتهم.
.. وتتعامل فرنسا مع كل حالة على حدة بالنسبة للعائدين، وتواجه المشكلة الأكبر كونها أكثر دولة أوروبية «صدرت» دواعش فرنسيين إلى سوريا.
ما يهم هو كيف ستتعامل مصر مع العائدين من سوريا بعد الدرس القاسي الناجم عن التعامل مع العائدين من أفغانستان؟
مصر ـ ودول عربية أخرى ـ دفعت ثمن السماح بانضمام مواطنيها إلى صفوف «المجاهدين» ضد الاتحاد السوفييتي السابق في افغانستان، فهل ستستوعب الدرس أم ستدفع ثمنا أكثر فداحة بمحاولة استيعاب العائدين من سوريا.. بل والعائدين من ليبيا أيضا؟
كلي ثقة في حرص واستعداد الأجهزة الأمنية للتعامل مع «العائدين» هذه المرة.. حتى لا يتسللوا إلى «إخوانهم» في سيناء، أو يتبختروا وسط شوارع القاهرة مرتدين أحزمتهم الناسفة!! أو يقبعوا في سجون «عادية» فيعملوا على «تطريف المتطرفين» بزيادتهم عنفا وتطرفا!!
.. فماذا ستفعل مصر مع العائدين من سوريا وليبيا؟.. الله أعلم!
وحفظ الله مصر وأهلها من كل سوء.
www.hossamfathy.net
Twitter: @hossamfathy66
Facebook: hossamfathy66
Alanba email ID
[email protected]