بهدوء وبلا ضجة إعلامية مفتعلة اجتمع عدد من صفوة عقول مصر الأكاديمية والإعلامية وبعض رجال المخابرات السابقين وباحثين شباب ليشكلوا تكتلا مهما برئاسة العالم المحترم وخبير «الاسرائيليات» المعروف دكتور إبراهيم البحراوي تحت مسمى (المنتدى المصري للدراسات الإسرائيلية)، وهدفه: حماية الثوابت المصرية والعربية في قضايا الصراع العربي ـ الإسرائيلي، والعمل على الإعداد للمواجهة الفكرية والبحثية لإسرائيل في جميع ملفاتها المختلفة.
الخبر رغم أنه لم يحظ بالهالة الإعلامية المطلوبة إلا أنه على درجة كبيرة من الأهمية، فهذا «التكتل» يثبت أن الوعي المصري بخير، وأن الكم الهائل من الأخطار والضغوط والتحديات التي تتعرض لها مصر في الداخل والخارج لم يؤثر في وعي مثقفيها وأفكارهم حول «العدو» الأساسي، والخطر الأشد، والقضية المحورية وهي الاحتلال الصهيوني للأراضي العربية، والمحاولات الدائمة والدؤوبة لاختراق الفكر المصري والعربي عن طريق منظومات البحوث والإعلام الصهيونية.
وطبقا لما جاء في البيان التأسيسي لهذا الكيان فإنه يشكل مبادرة غير تقليدية تهتم بالنواحي الاستراتيجية والدينية والسياسية والعلمية، تسعى للحفاظ على تواصل الأجيال المهتمة بالدراسات الإسرائيلية بعد ملاحظة تراجع الاهتمام العلمي والبحثي الأكاديمي في هذا المجال الحيوي على نحو «مقلق» لدرجة خطيرة تشكّل تحديا حقيقياً للأمن القومي المصري بمختلف أشكاله وأبعاده.
ويخطط مؤسسو الكيان الجديد إلى العمل على صقل الأجيال الجديدة من الباحثين علميا وأكاديميا وتعمقهم في الدراسات «العبرية» والعلوم السياسية والجيوبوليتية بهدف صون مصالح مصر العليا، والإسهام في إعداد كوادر علمية متخصصة تتسم بالوطنية والحس القومي الى جانب الخبرة، تشكل جبهة خلفية من الكوادر العلمية المتخصصة القادرة على دعم صُنّاع القرار بالأبحاث والدراسات بما يوازن مناخ السلام المطلوب مع الوفاء بالتزامات مصر القومية تجاه قضايا الأمة، والتعامل مع قضايا الصراع العربي- الإسرائيلي.
يا سادة ماذا يمنع أن نعمل بمنطق يد تبني ويد تحمل السلاح.. وعين على المستقبل وأخرى على «عدو» لا ينام؟!
وحفظ الله مصر وأهلها من كل سوء.
www.hossamfathy.net
Twitter: @hossamfathy66
Facebook: hossamfathy66
Alanba email ID
[email protected]