يبدو أنه في زمن «الواقع الافتراضي» Virtual Reality ستتحول أمور كثيرة الى الحالة الافتراضية، فيكفي أن تضع على عينيك نظارة «افتراضية» لتنتقل إلى الفضاء الشاسع وتطير بين الكواكب، أو تحارب «الوحش» لتفوز بست الحُسن والجمال، أو يحملوك على الأكتاف لتصبح زعيماً قومياً تصرخ فتتحرك الملايين «الافتراضية».. ولا يسمع صراخك إلا من حولك في الغرفة!!
هكذا حدثت «ثويرة» افتراضية في مصر أمس الأول الجمعة عقب فوز الأهلي على الزمالك - كالعادة - ليخرج «بضع» مئات من أهالي وأقارب وأصدقاء أعضاء الجماعة الإرهابية ومعهم بعض «المحتقنين» من غلاء المعيشة و«السحق» الغبي للطبقة الوسطى التي كانت مستورة!.. نعم لا تستغرب هناك احتقان لا ينكره سوى غافل، وهناك أخطاء في التعامل مع الطبقة الوسطى لا بد أن نعترف بها، لكن هذا سيكون موضوع مقالات قادمة بإذن الله.
نعود إلى «الثويرة الافتراضية» حيث تم التنسيق لتخرج مجموعات بين 200 و500 شخص في دقيقة محددة ليقفوا مطلقين ما يريدون من هتافات لمدة لا تتجاوز 5 دقائق، يحمل كل منهم هاتفا محمولا ويصوبه من زاويته على «الصارخين» ويرسله الى القنوات (إياها) لتسهر مع «مشاهديها» - الذين دفعهم إعلامنا الفاشل دفعاً لمشاهدتها - حتى الصباح، في إعادة لفيديوهات «الثويرة الافتراضية».... وليتقافز «مجهولون» على شاشات فضائيات «الإفك» ملثمو الوجوه يطالبون بـ «إسقاط الدولة المصرية»، وهو ما لم ولن يحدث بإذن الله.
باختصار هذه هي حقيقة ما حدث، أما لماذا حدث؟... وكيف يتم إحباط مثل هذه «الثويرات الافتراضية»؟.... فهذا أمر أعمق بكثير من أن يتناوله كاتب واحد في مقال واحد، وسأخصص مجموعة المقالات الآتية لإيضاح ذلك، وإلقاء الضوء عليه، ولنبدأ بتوضيح العلاقة بين دعوات «الكومبارس - المقاول» وبين ما حدث، فبداية دعونا نتفق على عدة نقاط ارتكاز لما سنتحدث عنه:
1 - لا يقنعني أحد بأن هناك مصرياً عاقلاً متزناً يتخذ من هذا «الكومبارس» بطلاً شعبياً، ولا أيقونة ثورة قادمة!!
2 - «الكومبارس» وحده ما كان ليلقي حجرا في البحيرة دون تخطيط ودعم وأجهزة مخابرات هدفها الوحيد إسقاط الدولة المصرية.
3 - الرئيس السيسي (شخصياً) رجل وطني نظيف اليد، في قناعتي واعتقادي، لكنه بحاجة إلى مزيد من التدقيق في سياساته التي - بالمناسبة - أؤيدها في المجمل، عدا بعض الملاحظات التي سأوردها لاحقاً.
4 - المنظومة الإعلامية الحكومية وشبه الحكومية أثبتت فشلها الذريع.. والمزري، وأصبحت الحكومة تقاتل «عارية» بلا غطاء إعلامي.
5 - هناك احتقان شعبي له أسبابه ولا بد من الاعتراف به وعلاجه.
.. وأخيراً حسبي الله ونعم الوكيل في كل من أفسد علينا فرحة فوز «الأهلي» الكبير على الزمالك بالسوبر!!
وحفظ الله مصر وأهلها من كل سوء.
www.hossamfathy.net
Twitter: @hossamfathy66
Facebook: hossamfathy66
Alanba email ID
[email protected]