اليوم ذكرى يوم المجد والفخار، يوم رفع خير جنود الأرض رؤوسهم عالياً ومعهم رأس كل مصري وعربي، يوم محفور في ذاكرة التاريخ بحروف من نور ونار، يوم تحطمت فيه أسطورة الجيش العبري الذي لا يُهزم، وخط بارليف الذي لا يُقهر، والمانع المائي الذي لا يُعبر.
6 أكتوبر يوم استرداد العِزّة، ورجوع الكرامة وعودة الثقة الى خير جنود الأرض، جيش مصر، الذي أصرَّ قائده الأعلى محمد أنور السادات- رحمه الله- على أن يخوض حرب المصير بعد رحيل الـ 17 ألف مستشار وخبير روسي، حتى لا يُنسب النصر لغير مصر وجند مصر.
6 أكتوبر يوم التضامن العربي الذي شهد وقوف العرب صفاً واحداً خلف «الشقيقة الكبرى» مصر، الأشقاء وقفوا وقفة رجل واحد: السعودية- الكويت- الإمارات- البحرين- عُمان- السودان- الجزائر- تونس- المغرب- ليبيا- اليمن- الأردن- العراق... كلٌّ قدم ما يستطيع، وكان النصر لمصر.. وللعرب.
أمّا الجندي المجهول الحقيقي خلف نصر أكتوبر فكان «شعب مصر»، نعم ذلك الشعب الذي تحمّل وصبر وجالد وقَبِل كل التحديات منذ يونيو 1967، وحتى أكتوبر 1973، من عايش هذه الفترة من الزمن يذكر جيداً القناعة بمقولة «لا صوت يعلو فوق صوت المعركة»، ويتذكر اختفاء أغلب السلع غير الضرورية. نعم عاش الشعب المصري أكثر من 6 سنوات ولم يمت، دون أن يستهلك البندق التركي، والفستق الإيراني، والتفاح الأمريكاني، والشيكولاته السويسرية، ولم يلبس الكرافتات الإيطالية والأحذية الاسبانية ويضع العطور الفرنسية!!
شددنا الأحزمة على البطون حتى يتم توفير احتياجات الجيش، وأصبح الشعار: «اللي يحتاجه الجيش يحرم ع البيت»، حتى كان النصر، لم نفقد الثقة في أهلنا وإخوتنا وأبنائنا من الجنود والضباط، وخضنا مخاض الهزيمة، ليُولد النصر من رحم الألم والصبر والإصرار على الثأر واستعادة الحق، وكان شعب مصر يعيش «اقتصاد الحرب» بشعار: يد تبني ويد تحمل السلاح، فكان بناء السد العالي ومجمع ألومنيوم نجع حمادي والمصانع الحربية!
وبين المساء الحار الحزين في يونيو 1967، وظُهر الخير في 6 أكتوبر 1973 عاش شعب مصر ملحمة عظيمة، ظهيراً لجيشه، داعماً له، ملتحماً معه، مُحققاً فعلياً مقولة: «الجيش والشعب إيد واحدة».
ما أحوجنا اليوم لروح أكتوبر.. ورجالٍ كرجالِ أكتوبر.
وحفظ الله مصر وأهلها من كل سوء
www.hossamfathy.net
Twitter: @hossamfathy66
Facebook: hossamfathy66
Alanba email ID
[email protected]