شهد عام 2019، الذي يلملم أوراقه ويرحل بعد ساعات، العديد من القضايا التي شغلت الرأي العام داخل مصر، ربما كان على رأسها ما عُرف إعلامياً بقضية «القصور الرئاسية»، وما صحبها من صخب أثاره المقاول الكومبارس حول تكلفة هذه القصور وتفاصيل تعديلاتها.. ثم انتهى الأمر بعد توضيح أن ما يجري إنجازه هو باسم مصر، وأن «القصر الرئاسي» هو مقر عمل الرئيس والجهاز الرئاسي وليس ملكية خاصة لأحد، وأن بناء أو تجديد القصور والاستراحات الرئاسية لم يؤثر في حجم بناء المستشفيات والمدارس، وإذا كان العام المقبل سيشهد انتقال الحكومة والوزارات الى العاصمة الإدارية الجديدة، فكيف ستكون «عاصمة» دون مقر لرئاسة الجمهورية؟.. وانتهت «زوبعة» القصور الرئاسية بالإعلان عن تكلفتها التي لم تتجاوز 2 مليار جنيه بنسبة 0.001% أي واحد في الألف من نسبة حجم مصروفات الدولة المصرية المقدر بحوالي 1.6 تريليون جنيه.
وفي اعتقادي أن أهم ما أسفرت عنه هذه «الزوبعة» كان الإجماع على الحاجة الماسة لتطوير المنظومة الإعلامية المصرية وجعلها أكثر قوة وتحرراً وشفافية، وهو ما أسفر عن مجيء وزير الدولة للإعلام أسامة هيكل، والذي ظهرت بصماته فور تعيينه عندما شاهدنا، ولأول مرة، مؤتمرا صحفيا مباشرا لأهم مصدر في الدولة - الرئيس عبدالفتاح السيسي - مع مجموعة من الإعلاميين ورؤساء التحرير وقوفاً على الهواء لمدة 45 دقيقة في حوار مباشر ومفتوح، ثم وفي اليوم التالي انعقد مؤتمر صحفي مع رئيس الوزراء وتمت خلاله مناقشة كل القضايا بشفافية.. وأعطى المؤتمران الصحفيان مؤشرا إيجابيا على بداية تغيير إيجابي في تعاطي المسؤولين على أعلى مستوى مع الإعلام المصري مما سيعطيه دفعة قوية «نتمنى» أن تنعكس إيجابا على أداء الإعلام والإعلاميين.
وعلى مستوى الآثار، كان عام 2019 عام خير على الاكتشافات الأثرية، وأيضا ترميم الآثار، فتعددت الاكتشافات، من ناحية، ومن ناحية أخرى تم إنجاز تطوير سور مجرى العيون والمنطقة المحيطة به، وقصر البارون إمبان بمصر الجديدة، وتجديد القاهرة الخديوية، وقرب الانتهاء من المتحف المصري الكبير.
وشهد عام 2019 انتشارا جغرافيا ممتازا للمشاريع العملاقة: بورسعيد - دمياط - سيناء شمالا ووسطا - أنفاق تحت القناة - العلمين الجديدة - وطبعا العاصمة الإدارية.
.. ورغم كل ما سبق، مازال المواطن البسيط محدود الدخل بانتظار أن يشعر ويلمس آثار هذه الإنجازات على معيشته اليومية.. ربما في عام 2020؟
وحفظ الله مصر وأهلها من كل سوء.
www.hossamfathy.net
Twitter: @hossamfathy66
Facebook: hossamfathy66
Alanba email ID
[email protected]