أهلا.. أهلا 2020، واضح إن حضرتك ستكونين سنة كبيسة (فبراير 29 يوما) على أصعدة عديدة، وأول قصيدتك توتر ودماء ومظاهرات.. جعلك القادر «سنة سودة ع اللئيم.. بيضه ع الكريم حمرا ع اللي يفكر يضر شعب مصر العظيم».
لك الله يا مصر.. أصبحنا محاطين بـ «الأعدقاء» من الجهات الأصلية الأربع: حماس في غزة شرقا، وبقايا نظام الإخوان جنوبا، وتوتر شرق البحر المتوسط شمالا،.. والطامة الكبرى ـ غربا.. ليبيا، وما أدراك ما يحدث وما سيحدث في ليبيا.
نعود إلى البدايات ـ عام 2010 ظهرت دراسة متخصصة تؤكد أن منطقة مياه شرق المتوسط تضم حوالي 192 تريليون قدم مكعب من الغاز الطبيعي، و107 مليارات برميل من النفط، فيما يشبه مغارة «علي بابا»، واتجهت انظار كل دول المنطقة إلى الكنز الجديد، وبخاصة مصر واليونان وتركيا وقبرص والكيان الصهيوني، أما الباقون فاضطروا إلى التريث في دخول الصراع على «الكنز» لأسباب مختلفة وأعني سوريا ـ لبنان ـ ليبيا ـ غزة.
وبدأت الدول المتشاطئة شرق المتوسط في الاهتمام بترسيم حدودها البحرية، للحفاظ على حقوقها في الثروات المقبلة، فعلت ذلك مصر وقبرص واليونان وتل أبيب عام 2013، ثم حكومة السراج في ليبيا مع تركيا عام 2019، إضافة إلى اتفاقية عسكرية بين أنقرة وطرابلس، وتصاعد التوتر ليوافق البرلمان التركي على إرسال قوات لدعم السراج، ورد البرلمان الليبي بقرار قطع العلاقات وإغلاق السفارتين، ومخاطبة الجهات الدولية بسحب الاعتراف بحكومة السراج رئيس حكومة الوفاق.
رفضت مصر الاتفاقية، وأدانت إرسال قوات أجنبية إلى ليبيا، واشتعلت حدة التوتر في البحر المتوسط، وتشابكت المصالح وتعقدت الأحلاف.
يا سادة يا كرام.. حدودنا مع ليبيا تتجاوز 1200 كيلومتر وهي أطول حدود مشتركة لمصر، ومنذ عام 2012 ومصر «تعاني» من الحدود الغربية، وبذلت الاجهزة الأمنية المصرية جهودا جبارة لتأمينها، والحد من التسلل عبرها.
تلك كانت القصة باختصار.. واليوم عندما تصل الأمور إلى هذا الحد، لم يعد مسموحا بالجدل، ولا تباين الآراء، فخيانة الوطن ليست «وجهة نظر»، بل هو وقت الاصطفاف كالبنيان المرصوص خلف قيادة مصر، وحتى الصمت الذي هو حق، يعتبر وقت الشدة «خيانة»،.. كلنا مع قيادة مصر.. وجيش مصر.. وحفظ الله مصر وأهلها من كل سوء.
www.hossamfathy.net
Twitter: @hossamfathy66
Facebook: hossamfathy66
Alanba email ID
[email protected]