مثل امور كثيرة تغيرت وستتغير بسبب جائحة كورونا (كوفيد ـ 19)، اعتقد ان التعليم ايضا سيشهد تحولات جادة سواء في طرق التعليم او اعداد المعلمين او تجهيز الابنية التعليمية وحتى سلوكيات الطلاب وجميع المشاركين في العملية التعليمية وصولا الى مخرجات التعليم واحتياجات اسواق العمل.
ونحن نستعد لوضع قواعد عودة ابنائنا الى مقاعد الدراسة وعودة اشقائنا المعلمين الى منصات التعليم، علينا ان ندرك تماما ان ما هو آت سيكون مختلفا تماما عما سبق، وان التعليم سيصبح «قبل كورونا (حماده).. وبعد كورونا (حماده) تاني خالص»!
خلال الشهور الماضية، واجه الطلاب والمعلمون والقائمون على المناهج والسياسات التعليمية تحدياً مفاجئاً ومربكاً تمثّل في جائحة اجتاحت العالم بفيروس مرعب ارغم الجميع على الانتقال المفاجئ من مقاعد الدراسة التقليدية المنتظمة الى نظام التعليم عن بُعد، دون اعداد علمي ونفسي وسلوكي وانضباطي كافٍ للجميع، مع اضطرار لتعديل المناهج نفسها وحذف زوائدها والتركيز على صلبها وجوهرها.
واعتقد ان غالبية المشاركين في العملية التعليمية امتصوا الصدمة الاولى، ثم تأقلموا مع الوضع، وبدأوا التعود على «التعليم عن بُعد».
منظمة «اليونيسكو» أكدت ان 776.7 مليون طالب حول العالم تأثروا بإغلاق المدارس، واكدت ان ما يمر به العالم الآن هو «فرصة» لتسخير الخبرات واللحاق بقطار تطوير منصات للتعليم عن بُعد على المدى الطويل، ورجحت المنظمة في تقرير لها ان تصبح انظمة التعليم عن بُعد اكثر استخداما وتخصيصا في المستقبل، وتوقعت ان تسارع الحكومات حول العالم لإقرار لوائح تنظيمية ومنصات جديدة لاستيعاب الطلب المرتفع على التعليم عن بُعد.
ونحن في مصر كنا قد بدأنا ـ وان كانت بداية متأخرة ـ في تطوير العملية التعليمية، واستخدام الكمبيوتر اللوحي (التابلت) الذي يتيح البدء في التعليم عن بُعد، ورغم الرفض المجتمعي المتوقع لهذا التحديث الا ان «كورونا» اجبرت المعارضين على الصمت ـ مؤقتا ـ ما يعطي وزير التعليم فرصة ذهبية لاثبات صحة وضرورة اللحاق بركب الدول المتقدمة تعليميا، وعليه اقتناصها وتحقيق قفزة واسعة في ملف التعليم، يعتمد عليها مستقبل بلادنا كله.
وحفظ الله مصر واهلها من كل سوء.
www.hossamfathy.net
Twitter: @hossamfathy66
Facebook: hossamfathy66
Alanba email ID
[email protected]