ما حدث ويحدث وسيحدث لا يجب ولا يمكن السكوت عنه، أو تركه ليستفحل أكثر مما هو مستفحل، فقد تجاوز الأمر مراحل: انتهاك الخصوصية، وانعدام الأدب وقلة الوعي والتدخل فيما لا يعنينا، والوقاحة والسفالة والإزعاج.. والتحرش ليصل إلى مستوى «الاغتيال المعنوي».. فكيف أصبحنا هكذا؟
.. لم يبدأ الأمر مع توحش جماعات التشجيع الرياضي «الألتراس» في الثمانينيات والتسعينيات، ولكن أعتقد أنه بدأ في عصر ما قبل «الانترنت» في السبعينيات من القرن الماضي، عندما سمحت قوى المجتمع وأيضا السلطة بتجاوز بعض الإعلاميين في النقد ليصل إلى حد السب، ومثل ذلك لبعض معتلي المنابر المختلفة ليسبوا ويشتموا ويقذفوا رموز الفن والأدب بأقذع الألفاظ وأحطها ونشر هذا «الانحطاط» على شرائط كاسيت غلافها الدفاع عن الأخلاق، وداخلها «سوس» ينخر في ثوابت الأخلاق!!
وفي زمن «الانترنت» تحول سكارى الحانات وأسافل البشر إلى أصحاب آراء يمتلكون قوة «المتابعين» (Followers) لمجرد أنهم يمسكون بهاتف به كاميرا ومتصل بالشبكة العنكبوتية، ويستخدمون ألفاظاً بذيئة وعبارات وتشبيهات وصورا لم يعتدها البشر الطبيعيون، وفي غيبة من ردع أو عقوبة، تحول الأمر إلى «غابة» يفترس فيها وحوش قلة الأدب البشر الآخرين!
واقعة كابتن الزمالك محمود عبدالرازق «شيكابالا» وابنه الرضيع آدم، وما تعرضا له من سباب وعنصرية بغيضة تتعلق باللون، وهو ما لم نعرفه في مجتمعنا المصري من قبل!
ثم جاءت واقعة ابنتي الفنان شريف منير، وما تعرضتا له مع والدهما من إزعاج وتحرش وتنمر وسباب ووضاعة وهجوم سافل تخطى مراحل التجريح، ليكشف عن وجه «سيكوباتي» بشع لم نكن نعرفه، وإذا عُدنا بالذاكرة لوجدنا عشرات الشخصيات التي تعرضت للاغتيال المعنوي، ولكن ربما زاد كثيرا في زمن الكورونا وزيادة الفراغ!!
ولا يفوتني أن الاغتيال المعنوي تجاوز استهداف الأفراد، ليصل الى الشعوب والزعماء والرموز، فيخرج مواطن أو مواطنة، مصري أو عربي ليبث مقطعا يسبُّ فيه شعوبا بأكملها برؤسائها وملوكها وأمرائها، ويصفهم بأسوأ الصفات وأقذع الألفاظ، ثم يغلق هاتفه ويضع رأسه على وسادته آمنا.. مطمئنا!!
أعتقد أن على أجهزة الأمن أن تتصدى وبحزم وحدّة، مطبقةً القانون بحسم لإيقاف هذا الهراء وتقديم هذه الكيانات المشوهة للقضاء وتطهير مجتمعاتنا منها.
وحفظ الله مصر وأهلها من كل سوء.
www.hossamfathy.net
Twitter: @hossamfathy66
Facebook: hossamfathy66
Alanba email ID
[email protected]