إن الناظر إلى الصراعات على اختلاف مستوياتها وأيديولوجياتها يجد أنها سبب ما نعانيه ويعانيه العالم كله من شرقه إلى غربه ومن شماله إلى جنوبه.
هذه الصراعات تفتك بالبشر والبشرية جميعا بل تكاد تفتك بالأرض ومن عليها وما عليها إن لم نوقف هذه الصراعات ونعمل العقل الذي هو أساس تكريم الإنسان قال تعالى: (ولقد كرمنا بني آدم..)، لذلك أدعو جميع المخلصين في كل أرجاء العالم وفي كل بقعة من بقاع هذه المعمورة إلى التوقف والتبصر فيما آل إليه حال البشرية كلها وحال كوكبنا الذي سخره لنا المولى ـ عز وجل ـ من خراب ودمار وقتل وتشريد وإراقة دماء حتى نكاد ـ أو كدنا ـ نألف القتل والتشريد والخراب والدمار لدرجة تفوق خيال ذوي العقل الراجح والقلب السليم!
ومما يشعر الإنسان ـ وأقصد بالإنسان هنا صاحب الفطرة السليمة والشخصية السويةـ بالحزن والهم والغم والبؤس والشقاء والإحباط أحيانا.. وكل الأمراض على اختلافها وبكل درجاتها أن من يفترض فيه الإنسانية والرحمة والشفقة يرضى بذلك القتل والتشريد والدمار والخراب في منطقة أو بقعة ما بل ويباركه وقد يموله ويبرر لذلك القتل وإراقة الدماء بل ويدافع عن الظالم ويبرر له ويحشد لذلك بكل ما أوتي من قوة كل ذلك لمصلحة أو منفعة أو دفاع عن عصبية إثنية أو طائفة.. فلماذا كل هذا القتل والتشريد والخراب والدمار؟! ولمصلحة من كل هذا الخراب والفناء ألستم بشرا؟! وأليس المقتول بشرا؟!
وصدق شاعرنا إبراهيم الحضراني عندما قال:
تعد النار يا إنسان والصاروخ والذرة
وتذكر من طوته الحرب بالحسرة والعبرة
وما ترضى بها دعوى وما نرضى بها فكرة
لقد أخطأت فلتبك على أخطائك المرة
على الشر على الحقد على الغش على الأثرة
لقد ناداك أن تصحو صوت السلم يا إنسان
وحسب الناس ما ذاقوا من الصاروخ والنيران
فهيا ننزع الشر وهيا نحطم الطغيان
وتبحث في ثناياك عن الخير عن الإيمان
عن الرحمة توليها عن الصفح عن الغفران
فأين أنتم يا عقلاء العالم على اختلاف لغاتكم وأجناسكم ودياناتكم؟! أين أنتم من كل هذه الجرائم ومن إراقة الدماء؟! ومن كل هذا الإفساد ومن القتل والتشريد؟!
قال تعالى: (أليس منكم رجل رشيد)؟!
وقال الشافعي:
وليس الذئب يأكل لحم ذئب... ويأكل بعضنا بعضاً عيانا!
يجب أن تكون لنا جميعا وقفة من كل هذه الجرائم وخاصة القتل وإراقة الدماء أيا كانت وأينما كانت وأيا كان أصحابها أو ديانتهم لأن القتل وإراقة الدماء هو أكبر إفساد في الأرض.
ومن العجيب أن من يفترض فيهم المحافظة على الدماء والأرواح لأنهم هم القادة تجدهم هم من يقتلون الشعوب والعزل والنساء والأطفال في كل مكان إما تجبرا وظلما وإما لأنهم يطالبون هؤلاء القادة بحقوقهم وغالبا ما يكون رد هؤلاء الظلمة.. إما أن نحكمكم وإما أن نقتلكم كما يحدث في سورية وغيرها من بقاع العالم فواعجباه!
قال تعالى: (ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا ويشهد الله على ما في قلبه وهو ألد الخصام وإذا تولى سعى في الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل والله لا يحب الفساد).
فيا عقلاء العالم أوقفوا القتل والدمار والخراب بكل الطرق وفي كل مكان.
حينها تكن لكم قيمة وتكونوا قد أديتم ما عليكم.
#نداء_الإنسانية_كفاية_دم_لماذا_تقتلني_فأنا_أخوك؟!
[email protected]