جميل أن يكون الإنسان إنسانا بما تحمله الكلمة من معنى، والأجمل أن تكون تلك الإنسانية والمدنية والتحضر عامة، فلا تفرق بين أتباع دين أو مذهب أو عرق أو لون أو إثنية.
فأين هؤلاء مما يحدث في سورية من ذبح وقتل وتشريد من الجزار القاتل بشار وأعوانه من الخونة للدين والأوطان ومن يقف معهم ويناصرهم؟!
بل أين الضمير العالمي والمنظمات التي صدعتنا بادعائها الدفاع عن حقوق الإنسان مما يحدث في (مضايا) السورية من حصار كافر وقتل وجوع ودمار شامل؟!
قالوا هم البشر الأرقى وما أكلوا.. شيئا كما أكلوا الإنسان أو شربوا!
أليس هؤلاء بشرا أم ماذا؟!
قال عبدالرحمن العشماوي:
نُسبَى ونطرد يا أبي ونباد
فإلى متى يتطاول الأوغاد؟
وإلى متى تدمي الجراح قلوبنا
وإلى متى تتقرح الأكباد؟
نصحو على عزف الرصاص كأننا
زرع وغارات العدو حصاد
ونبيت يجلدنا الشتاء بسوطه
جلدا فما يغشى العيون رقاد
يتسامر الأعداء في أوطاننا
ونصيبنا التشريد والإبعاد!
لماذا كل هذا الصمت المخزي؟! لماذا؟!
أين الضمير العالمي؟!.. أين منظمات الأمم المتحدة؟!.. بل أين منظمات حقوق الحيوان إن لم تعتبروا المسلمين بشرا؟!
لماذا كل هذا الصمت المخزي العفن من الجميع؟! والله ثم والله لتسألن جميعا عن كل هذا.. سيحاسبكم التاريخ وتلعنكم الأمم والشعوب فإن لم تكونوا تؤمنون بأنكم محاسبون يوم القيامة، فلن تغفر لكم هذه الشعوب أبدا، وستلاحقكم اللعنات والخزي والعار.
أصحيح أنكم جئتم أيها الروس والفرنسيون والأميركان وحزب الله وإيران لقتال تنظيم داعش أم لتمويله وقتل وحصار الأبرياء من المدنيين والأطفال والنساء والشيوخ؟!
إذا كنتم صادقين فلماذا قتل المدنيين وحصارهم؟!
ولماذا يقوى ذلك التنظيم الذي صنعتموه أنتم كل يوم كما صنعتم قبله تنظيم القاعدة؟! لماذا لم نسمع عن قتل أو حصار عصابات ذلك التنظيم؟!
أهي حرب بالوكالة في منطقتنا لتقسيمها وتفتيت أوطاننا لتنفيذ مخططاتكم اللعينة وتمكين اليهود منها وبسط سيطرة إيران ونفوذها المقيت على المنطقة؟
أم هي الحرب على الإسلام والمسلمين تحت مسميات صنعتموها وروجتم لها وقبلها المغيبون والأغبياء؟
وتدمير اقتصاد الأمة وشبابها ومحاولة جعل الأمة عقيمة؟!
أم هي حرب لتجريب أسلحتكم المكدسة وتصريفها وقتلنا بها وتحميل الأمة العربية فاتورتها الباهظة؟! وإلهاء شعوبكم عن فشلكم اقتصاديا وإفلاسكم سياسيا؟!
لماذا لا تكون لدولنا وقفة حق في وجه كل هذا الظلم والقتل والاحتلال وتدمير شعوبنا ومقدراتنا؟!
لماذا لا تكون تكون لنا جميعا وقفة بكل معنى الكلمة في وجه هذا الطغيان وهذه الغطرسة الروسية والإيرانية وأزلامهما من الخونة والعملاء وقفة تردع كل هؤلاء وتجعلهم يحسبون لنا ألف حساب؟وما ذلك بعزيز علينا.
قال إبراهيم اليازجي:
تنبهوا واستفيقوا أيها العرب
فقد طمى الخطب حتى غاصت الركب
فيم التعلل بالآمال تخدعكم
وأنتم بين راحات القنا سلب
الله أكبر ما هذا المنام فقد
شكاكم المهد واشتاقتكم الترب
كم تظلمون ولستم تشتكون وكم
تستغضبون فلا يبدو لكم غضب
ألفتم الهون حتى صار عندكم
طبعا وبعض طباع المرء مكتسب
وفارقتكم لطول الذل نخوتكم
فليس يؤلمكم خسف ولا عطب؟!
لا بد لنا من وقفة حقيقية صادقة لوضع حد لكل هذا ويكون حدا حقيقيا لا يجرؤ كائن من كان على تجاهله وتخطيه أو الجور عليه، عندها سيلتفت لنا هؤلاء الأدعياء وغيرهم من دعاة وأدعياء حقوق الإنسان في كل مكان.
[email protected]