ما أجملها من كلمة! وما أعظمه من معنى! لو كان بيننا حقيقة واقعة نعيش فيها وبها وليس شعارا يرفع هنا أو هناك، إن العالم كله يهفو مخلصوه وأناسيوه إلى السلام، بل وما أنزل الدين على جميع الرسل والأنبياء إلا لإشاعته ونشره بين الناس، فالسلام اسم من أسماء الله تعالى، لذلك حثنا الإسلام على السلام بكل أنواعه، السلام الروحي والاجتماعي والبدني ... إلخ، لماذا؟ حتى تتحقق السعادة، ليس فقط للمسلمين وإنما للدنيا كلها، دونما تمييز أو تفريق، مهما كان الدين أو العرق أو اللون، فجميعنا إخوة في الإنسانية.
حرب تُفني .. تقتل كل الأشياء
حرب تعني موتا ودمارا وفناء
فلماذا الحرب إذن في كل الأنحاء؟
أحد يعشق موتا في هذا العالم؟
فلنصرخ: لا للحرب
ولنفتح بابا لسلام عادل
طفلا لا يُحرم من حقِّ العيش
وحماما لا يُذبح في العش
فلنصرخ في وجه دعاة الحرب
من أجلك.. من أجلي
فلنوقف هذي الحرب
ولننشد حلا سلميّا .. العدل أساسه
لنفكّر، ونفكّر، ونفكّر
في حرب ستدمّر كل الأشياء
حقي وحياتي هدفي
وسلام العدل بكل الأرجاء
بعد انتهاء دورتي الألعاب الأولمبية والبارالمبية في «ريو دي جانيرو»، كنت أود وأحلم أن يقف جميع رياضيي العالم وقفة قوية صلبة في وجه الحروب والدماء، ويعلنوها قوية مدوية لن نلعب.. لماذا؟!
ألم تقولوا إن الرياضة لنشر السلام بين الأمم والشعوب؟.. فأين السلام وأين الحب والوئام؟! وأين.. وأين؟! يعلنونها صريحة عالية مدوية، حتى يقف كل البشر والزعماء والقادة كل على مسؤوليته، يقف الذين يشعلون الحروب ويسفكون الدماء رجاء أن يستفيقوا ويوقفوا شلالات الدماء في كل أرجاء الأرض، وهذا ليس استجداء، لكنه فرض وواجب ما داموا بشرا.. عندها كنتم قد فزتم بالذهب بل بما هو أغلى وأثمن من الذهب فزتم بـ «السلام».
أيها الزعماء.. أيها القادة.. أيتها الأمم المتحدة.. أين أنتم؟! لا نريد مؤتمراتكم.. لا نريد تصريحاتكم .. لا نريد شجبكم ولا استنكاركم.. نريد فقط وقفا للدماء.. نريد سلاما عادلا لكل أمم وشعوب العالم، صغيرها قبل كبيرها.. فقيرها قبل غنيها، نريد عالما تسوده المودة والمحبة، نريد العيش بسلام وحرية، وهذا ليس استجداء منكم، بل هو حقنا كشعوب، اتركوا خلافاتكم ونحّوا صراعاتكم وأطماعكم، واعلموا أن التاريخ لن يرحمكم.. واعلموا أن حرمة الدماء أعظم حرمة عند الله.. قال تعالى: (مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا وَلَقَدْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُنَا بِالبَيِّنَاتِ ثُمَّ إِنَّ كَثِيرًا مِّنْهُم بَعْدَ ذَلِكَ فِي الأَرْضِ لَمُسْرِفُونَ).. فقط نريد «السلام» ولا شيء غير «السلام».
[email protected]