إني لأعجب أشد العجب من انتشار هذه الآفة الغريبة المريبة التي استشرت في عصرنا وابتلينا بها وألصقت بنا رغما عنا!
وأعجب أشد العجب ايضا من تصديق زعم بعض المارقين عن الاسلام ممن يتسمون بأسمائنا بأنهم يقفون وراء مثل هذه العمليات الإرهابية مدعين البطولة والانتصار وهم يضرون الإسلام وأهله في الحقيقة، كما أنني أعجب أشد العجب من ترك هذه الدول لأمثال هؤلاء وهم يعلمونهم تماما بمخابراتهم بل أزعم انهم من ينشئون مثل هذه الجماعات، وما «القاعدة» منكم ببعيد، ولكن في احيان يقلب السحر على الساحر.
لماذا يحدث هذا الإجرام في بلاد الاسلام؟ ولماذا يلصق بالمسلمين؟!
بداية، أقرر أنني لا أؤمن بنظرية المؤامرة المطلقة، خاصة أن بيدنا أن نوقف كل هذا، وأن نفشل كل هذه المؤامرات والمخططات، كما أنني أرفض رفضا مطلقا وتاما بل كل الرفض لكل مظاهر وأشكال الإرهاب والتطرف وأعلن براءتي التامة منها ولا أبررها أبدا أبدا حتى لا يحمل كلامي على غير وجهه ولا على غير ما أردت.
وأستطيع أن ألخص هذه الأسباب فيما يلي:
١- الطمع في منطقتنا العربية ومقدراتها، ولهذا لا يراد لها أن تهدأ حتى نظل مستهلكين لمنتجاتهم بكل أنواعها من الإبرة حتى الصاروخ، فنحن سوق رائجة ورائجة جدا لبضاعتهم، ومن مصلحتهم أن تظل هذه السوق عطشى لمنتجاتهم حتى تدر عليهم الملايين وخاصة الصناعات الثقيلة وتجارة الأسلحة التي تكدست عندهم وعفى عليها الزمن.
٢- أنهم يريدون تجربة وتقييم وتطوير عتادهم العسكري وأسلحتهم حتى يحدثوا منظوماتها، وهذا ليس ادعاء بل انه تصريح رئيس اللجنة العسكرية - العلمية في القوات الروسية «إيغور ماكوشيف» بأن العسكريين الروس حللوا ودرسوا سير استخدام أكثر من ٢٠٠ نموذج سلاح استخدمت في سورية حتى يتم تعديل نظمها وتحديثها.
وأيضا ما فعله الرئيس الأميركي دونالد ترامب بعقد صفقات مع المملكة العربية السعودية بمئات المليارات من الدولارات.
٣- استنزاف ثرواتنا ومقدراتنا بكل الأشكال والطريق مرة عن طريق التلاعب بالأسواق العالمية والشركات الورقية الوهيمة كما حدث أثناء الأزمة المالية العالمية الاخيرة، ومرات عن طريق استخدام فزاعة إيران وأطماعها وإرهابها وأذنابها في منطقتنا، رغم أنهم هم الذين يغضون الطرف عنها وعن جرائمها وأسلحتها، حتى نلوذ بهم ونطلب حمايتهم، وهذا هو الواقع الذي نعيشه ولا ينكره إلا المغرضون.
٤- حماية ربيبتهم الصغرى إسرائيل، وهذا السبب من أهم الأسباب، وذلك بإشعال النيران والفتن والصراعات وتغذية يد الارهاب ومنفذيه في كل مكان في منطقتنا العربية حتى نضعف ويدمر اقتصادنا ومقدراتنا، بل وشبابنا، فلا تقوم لنا قائمة ونكون لقمة سائغة لها ولهم، فهم يعملون بكل طاقتهم من أجل ذلك.
٥- نشر التيه والضياع بين شبابنا وجعلهم يفقدون الثقة في أنفسهم ودينهم وعقيدتهم ودولهم حتى يكونوا فريسة للجهل والفقر والضياع فيبتعدوا عن البناء والتنمية وصناعة النهضة التي تغنينا كأمة عن الضياع والاستسلام والتبعية المقيتة لهذه الدول التي لا تريد لنا خيرا.
بل ان الاخطر من ذلك كله بالنسبة لشبابنا هو نشر اليأس والضياع بينهم حتى يكونوا دمية في يد هؤلاء المجرمين من تجار الموت والإرهاب فينفذون المخططات القذرة التي تريد تدمير منطقتنا وديننا.
٦- استخدام الإسلام كمرادف للإرهاب (الإسلاموفوبيا) وتسويق ذلك في الغرب وفي الدول غير المسلمة، بل استخدامه كفزاعة لتخويف الشعوب والشباب من اعتناق هذا الدين العظيم دين السماحة والرحمة والإنسانية، بل ان الأدهى والأخبث والأخطر هو جعل شباب المسلمين يشكون في دينهم وسماحته، وهذا أمر يجب أن نفطن جميعا إليه ونتصدى له بكل ما أوتينا من قوة.
٧- إذلال وإفقار العرب والمسلمين حتى لا نخرج عن عباءة الغرب ونتمرغ فيما يتفضلون علينا به مما فسد عندهم وتبين فشله وخطره، ونسي هؤلاء أن هذا من الأسباب الرئيسية التي تغذي وتنمي حب الانتقام منهم لأنهم سبب رئيسي فيما نحن فيه، كما نسي هؤلاء أن عدم استقرار منطقتنا سيعود عليهم بأي وسيلة وطريقة كانت شاءوا أم أبوا.
٨- وأخطر هذه الأسباب هو محاولة تقسيم الدول العربية والإسلامية، وذلك بزرع بذور الفتنة والإرهاب فيها لأن الإرهاب صناعة غربية أصيلة، وهذا ظاهر جليا ولا يخفى على أحد في كل من العراق وسورية وليبيا ومن قبلهم السودان، فهل آن لنا أن نستفيق من غيبوبتنا التي طالت وطال أمدها.
تنبهوا واستفيقوا أيها العرب.. فقد طمى السيل حتى غاصت الركب.
وفي النهاية يجب علينا نحن المسلمين والعرب ألا نستسلم أبدا لهذه المخططات وأن نوعي شبابنا ونتصدى لهذه الحرب القذرة علينا، رغم إنكار بعض من يدعون الثقافة منا ويقدسون كل ما هو غربي وغير مسلم.
والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.
[email protected]