نقف جميعا عند تطبيق القانون مواقف متباينة ومتعددة وفق ملامسة ذلك التطبيق لنا سواء بصورة مباشرة أو غير مباشرة بحيث تتعالى الأصوات المنادية بتطبيق روح القانون من تسامح واستثناءات لعدم الخضوع للعقاب والتي قد يجدها معظمنا ملاذا له لعدم الخضوع أو تخفيض العقاب.
ونجد معظم تلك النداءات بتطبيق روح القانون موجهة الى رجال الشرطة ورجال الضبط في مختلف المجالات، الا ان تلك الروح التي ينادي بها معظم الناس كما هي تكون في معظمها رحيمة ومخففة للعقاب إلا انها قد تكون في بعض الأحيان حازمة وقاسية دون تفرقة لأي اختلافات وهو ما قد يطلب ويتفهم تطبيقه في بعض الأحيان، بحيث يفرض واقعنا الحالي في معظم دول العالم والدول العربية خاصة بعض الحزم أو الشدة أو القسوة في بعض الأحيان أمام ما تتعرض له دولنا من مؤامرات تخريبية قد تعرض حياة الكثيرين للخطر أو على أقل تقدير نشر الفوضى وعدم الاستقرار، بحيث يطالب رجال الشرطة في ذلك الوقت بضرورة توجيه الحزم والشدة الى الجميع دون تفرقة مراعاة للمخاطر الجسيمة التي قد يتعرض لها الجميع بحيث يعلو مبدأ الحزم في تطبيق القانون وتتوارى روح القانون أو سماحة القانون جانبا أمام تلك المخاطر، وقد شرح لي والدي فرج محمد فرج أن هدف أي دولة أثناء تعرضها للخطر الحفاظ على الأمن والاستقرار في تلك الدولة بكل جوانبه ويتوارى عن ذلك الهدف كماليات الحياة، كما عرض عليّ مثالا لذلك وهو قيام دولة المانيا ومنذ سقوط هتلر بتجريم ومعاقبة أي شخص أو مجموعة تدعو الى تجديد أو قيام الفكر الشمولي أو النازي بحيث نحت جانبا قانون الحريات أمام تلك المخاطر وعلا مبدأ الحفاظ على أمن واستقرار الدولة ولم يستطع أي فرد أو كيان أو جمعية لما يتجاوز السبعين عاما المطالبة بإحياء الفكر النازي وهو ما ينطبق على وقتنا الحالي حيث يجب علينا جميعا أمام ما تتعرض له دولنا العربية الاستجابة والالتزام بتعليمات رجال الشرطة ورجال الضبط حفاظا على امن واستقرار دولنا، حفظ الله دولنا وحفظ شعوبنا.