الكويت تعج بمسيرات غاضبة وتخبط حكومي سافر وفساد أزكم الأنوف وشل مفاصل الدولة وعبث سياسي صريح وتدن في الخطاب وتسلق على الدستور وإقصاء لإرادة الأمة وضياع هيبة القانون، ناهيك عن التخوين والتصنيف والتشكيك والتفنن في تمزيق النسيج الاجتماعي، كل تلك التداعيات والتحديات مجتمعة باتت تخنق الكويت وتطبق على أنفاسها إن لم تحكم العقول الرشيدة وتصفى النفوس وتتراضى الأطراف المعنية، قلتها مرارا وتكرارا وها هو قلمي يسطرها من جديد بأن لغة الحديد والنار لا تجدي مع الشعوب الحرة الواعية التي يقودها حراك شبابي ديموقراطي واعد، فالشعب الكويتي نشأ على الحرية وخاض التجربة الديموقراطية وتنفس هواها سنين طويلة فليس من المجدي الآن أن نقمع حريته ونمارس عليه السياسة البوليسية.
والمتابع للمسرح السياسي يرى تسيد الخطاب الانتخابي والقبلي والعنصري والغائب هو الصالح العام والضحية هي الكويت، نحن في أزمة حقيقية والكويت أنفاسها محبوسة تترقب مسيرة وطن 2 المزمع انطلاقها اليوم الأحد، حيث كفل الدستور في المادتين 36 و40 للمواطن حرية التعبير عن الرأي وهو حق أصيل، كذلك المواثيق الدولية لحقوق الإنسان أكدت على هذا الحق الإنساني.
ولنجاح أي مسيرة احتجاجية كمسيرة كرامة وطن لابد من أن تكون أهدافها واضحة لدى الجميع وأن يكون لديها خطة احتجاج وآلية عمل منظمة مع توفير الخطط البديلة إلى جانب الاتفاق على نقطة الانطلاق والحفاظ على سلمية التحرك دون الاعتداء على الأشخاص والممتلكات العامة، وهنا يبرز دور قوات الأمن في أن يكون أداؤها تنظيميا وتعاملها حضاريا وتتجسد مهمتها في المحافظة على سلامة المشاركين والمنظمين دون تهديد أو ضرب أو اعتقال فالعنف لا يولد إلا عنفا والخاسر الأكبر هو الوطن.
لمصلحة من إدخال البلد في نفق مظلم؟ فالكويت تمر بمنعطف خطير في تاريخها السياسي وهناك واقع جديد لابد من التعامل معه بعقلانية وحكمة وتجنب العواطف والحماس الانتخابي واعتقد أنه آن الأوان لإخراج البلد من عنق الزجاجة وحانت ساعة الصفر لاجتماع القوى السياسية والشبابية والأطراف المعنية على طاولة الحوار للاتفاق على خطاب سياسي موحد وتنظيم العمل ووضع مشروع هادف يقضي على الفوضى السياسية في البلد ويخفف من حدة الاحتقان وينزع فتيل الأزمة، فالحل يكمن في الحوار السياسي والمفاتيح بيد العقلاء والحكماء من رجالات الوطن المخلصين حيث واجبهم الوطني يحتم عليهم التدخل في هذه الأيام الحرجة لإنقاذ سفينة الوطن من الإعصار القادم والوصول بها إلى بر الأمان وذلك بقيادة ربان السفينة سيدي صاحب السمو، حفظه الله ورعاه، وبتضحية وإيثار من جميع الأطراف المعنية من أجل الكويت التي تحتضر وتختنق.
[email protected]
فهل من مخلص ينعش قلبها بأكسجين التضحية والحرية والديموقراطية؟