الحروف والكلمات وحتى العبارات تنحني إعجابا وفخرا للعمل الإنساني في الكويت، فمنذ القدم حرص الأجداد على غرس بذور شجرة الأعمال الإنسانية، وتعاهدها بعد ذلك الآباء بالبذل والعطاء وحصدت ثمارها الأجيال المتعاقبة، وقد امتدت ظلال هذه الشجرة في معظم أصقاع العالم لتظلل بخيراتها ومساعداتها معظم الكوارث والمجاعات بغض النظر عن الدين والوطن واللون والجنس، بل طالت بفضل الله إغاثاتها المشاريع التعليمية والتنموية الإنتاجية لتدريب الطاقات البشرية واستثمار الموارد المالية والثروات المختلفة، وذلك لتوفير فرص العمل وتهيئة الحياة الكريمة لأفراد المجتمع.
والعمل الإنساني في الكويت بحول الله وقوته استقطب الكثير من المتطوعين سواء كانوا مواطنين أو مقيمين حيث كانت لهم بصمة واضحة، كما كان عملا رائدا، من بعد الله، في إعمار صرح العمل الإنساني الخيري الكويتي.
وفي رمضان كانت لي تجربة جميلة وممتعة مع إحدى الجمعيات الخيرية وهي جمعية السلام للأعمال الإنسانية والخيرية، فقد أبهرني العمل الدؤوب كأنهم خلية نحل في إعداد سلال الأغذية وكسوة العيد للأسر المتعففة داخل الكويت، وعلى الرغم من الصيام وحرارة الجو وانشغال الكثيرين بوظائفهم وضخامة التبرعات والأعداد المأهولة من الأسر المتعففة فإن أعداد المتطوعين كانت في تزايد وكان العمل بحماس في مجاميع منظمة لافتا للنظر، والغريب أن المتطوعين كانوا يعملون بشغف وسعداء كثيرا بمساهمتهم الصادقة في إنجاز وإنجاح ذلك المشروع، حيث يبدأ العمل الدؤوب منذ الصباح ويستمر حتى منتصف الليل، وكذلك الأطفال الصغار كانت لهم مساهمة رائعة في إعداد المؤونة الغذائية وترتيب كسوة العيد ثم توزيعها على الأسر المتعففة، حقيقة عمل يثلج الصدر ويسر الخاطر وقد تشرفت بالعمل مع هذه المجاميع المعطاءة، حيث اكتسبت مهارات عديدة في المجال التطوعي وتجذر في نفسي حب الخير وتعرفت على شخصيات فذة بالعمل الخيري.
ختاما، بارك الله في العمل الإنساني الكويتي وجعله خالصا لوجهه الكريم، ونفع الله به البلاد والعباد، وحفظنا الله وسائر بلاد المسلمين من شر الأشرار وكيد الفجار.
ebtisam_aloun@