قضيتنا الأولى من بعد نشر التوحيد وتوعية المسلمين وتعليمهم هي تحرير الأقصى الشريف من يد اليهود الغاصبين، وهو هدف سام لكل مسلم موحد، والكيان الصهيوني كيان إرهابي عنصري متطرف، وخنجر مسموم غرس بمباركة الغرب والشرق في خاصرة الأمة الإسلامية.
حيث احتل المعتدون الأراضي الفلسطينية وسلبوا خيراتها، وقتلوا أهلها، واغتصبوا حرائرها، وحتى العجائز الركع السجود لم يسلموا من الاعتداء الصهيوني الآثم، وهجرت الأسر الفلسطينية وشردت في بقاع الأرض، وفي نهاية المطاف تآمر المجتمع الدولي مع سماسرة الحرية على سلب حرية وهوية الفلسطينيين ليتحولوا بين ليلة وضحاها من شعب عريق إلى شعب لاجئ ذليل، واستمرت رحى الحرب والتعذيب والتشريد تطحن ذلك الشعب الأبي، ويبقى الشعب الفلسطيني صامدا شامخا أمام طغيان العالم، والأطفال هناك يغاضبون العدو بحجارتهم الغاضبة، وأمام السيل العارم من المقاومة الفلسطينية وكفاح المرابطين هناك حول البيت المقدس، يكشر العدو الصهيوني عن أنيابه ويرتكب أبشع جريمة على مر التاريخ والتي باتت سبة في جبين الإنسانية ألا وهي الحاجز الإسمنتي الذي تم بناؤه حول مدينة غزة ليسجن ويعزل شعبا كاملا عن العالم الخارجي في أكبر واغرب سجن في تاريخ البشرية، وذلك على مرأى ومسمع من المجتمع الدولي المتخاذل، ويستمر العدو في طغيانه لتصل به الجرأة إلى تدنيس المسجد الأقصى ومنع الأذان أن يرفع فيه، ويحرم المصلين من الصلاة فيه، واستمر الصهاينة في البحث عن هيكل سيدنا سليمان والتراث اليهودي، لكن الله يخذلهم ويجدوا المزيد من التراث الإسلامي وكل ذلك من أجل طمس الهوية الإسلامية وتهويد بيت المقدس وليثبتوا للعالم حقهم في الاحتلال وفي بيت المقدس وأنهم أصحاب حق لا معتدون.
واليهود شعب جبان لكنهم يستمدون قوتهم من صمت العرب وتفرقهم وتخاذل المسلمين وخاصة أنهم يشيعون في العالم بأنهم أقلية تتعرض للإرهاب العربي والتهديد الإسلامي وأنهم أقلية مغلوبة على أمرها، بل نجحوا في تأجيج الخلافات بين العرب خاصة والمسلمين عامة ونشطوا في اختلاق الأزمات المفتعلة لشغل العالم عن القضية الرئيسية وهي احتلال فلسطين والانتهاك الصارخ للمسجد الأقصى وقتل الحرية من الوريد إلى الوريد على صخرة الاحتلال الجائر وتحت مظلة المصالح الدولية الطاغية.
وأمام هذا الإجرام السافر لم يعد للاستنكار والتنظير والشعارات الرنانة مكان، بل حانت ساعة الصفر وبدأت ساعات الجد والعمل، والسؤال الذي يطرح نفسه كيف نكفكف دموع الأقصى الشريف؟
لذلك لا بد من استراتيجية عربية إسلامية متكاملة جادة وليست حبرا على ورق، وحلول واقعية قابلة للتطبيق وليست ردود أفعال لحظية نخدر بها الشعوب ونخرس بها الألسن، حلول تبدأ بالفرد والأسرة مرورا بمؤسسات الدولة وانتهاء بالحكومات والرؤساء، لن ننتصر ونحن بعيدون عن حظيرة الإسلام ولن ننتصر ونحن نغش ونكذب على شعوبنا وفي تعاملاتنا، ولن ننتصر والموظف يتسيب في عمله والطالب مهمل في دراسته، لن ننتصر والقوانين لا تطبق إلا على الضعيف ويترك الشريف، ولن ننتصر والجهل ينتشر بيننا والعلم يفارقنا، ولن يرزقنا الله صلاة في المسجد الأقصى ومساجدنا مهجورة خاصة في صلاتي الفجر والعصر، ولن ينصرنا الله إذا لم نتسربل بخلق القرآن ونطيع الرحمن.
لن نستهين بأي إنجاز يرتقي بنا ويحرر أقصانا المبارك مهما كان ضئيلا، ويبقى هناك أمر في غاية الأهمية وقناعة أساسية لا بد أن نتشربها ونربي عليها أبناءنا ونورثها لأجيالنا وهي أن تحرير الأقصى الشريف والأرض المباركة من حوله وتخليصه من براثن العدو هي مسؤولية كل مسلم وليس حصرا على المرابطين والمقدسيين، فكلنا مساءلون أمام الله عن مقدساتنا واستباحتها من قبل الأعداء.
ebtisam_aloun@