فطرتنا السليمة، إنسانيتنا الأصيلة، أيادينا البيضاء تدفعنا لإغاثة المنكوبين والمحتاجين، تربينا وترعرعنا على البذل والعطاء منذ نعومة أظافرنا، أجدادنا وآباؤنا هم قدوتنا في إغاثة الملهوف ونجدة المحتاجين، حبنا للخير لف العالم ووضع له بصمة في كل مكان، ورسم بسمة على شفاه كل إنسان، وخيريتنا منذ القدم احتضنت كل الأوطان.
من هذا المنطلق سوف أسرد لكم حكاية تجسد لكم البذل والعطاء من واقع المجتمع الكويتي وبطل الحكاية الطفل بدر وهذا شيء طبيعي لأنه حتى الأطفال في المجتمع الكويتي اعتادوا على البذل والسخاء.
تبدأ حكايتنا بمشهد الأب ناصر يصطحب ابنه بدر إلى الصلاة في المسجد، وفي الطريق وفي هذه الأجواء الباردة شاهد بدر ولدا في العاشرة من عمره يجلس على ناصية الدوار القريب من المسجد يبيع ترمس وبنك، التفت بدر إلى والده وقال له بكل عفوية: أبي أريد أن أجلس معه وأبيع الترمس على المارة.
رد الأب ضاحكا: لا يا ولدي يجب أن ترجع بعد الصلاة إلى المنزل لتذاكر دروسك وتتناول وجبة العشاء وتنام مبكرا لتستيقظ لمدرستك.
رد بدر بكل براءة: وهو لماذا لا يذهب إلى المدرسة؟ ولماذا يجلس في هذا البرد القارس يبيع على الناس.
رد الأب: لأنه لا يملك مالا يسدد به مصاريف مدرسته وربما فقد والده الذي ينفق عليه والأدهى والأمر لو كان هذا الصغير هو العائل والمسؤول عن عائلته
الله يكون في عونه.
تأثر بدر بما سمع وقال والدموع في عينيه: أبي اسمح لي بأن أساعده،
الأب: وكيف ستساعده؟
بدر: سوف أكسر حصالتي وأخرج ما بها واقتطع من مصروفي لمساعدته وسوف أدعو زملائي في المدرسة وكل معارفي لمساعدته.
سكت الأب برهة ثم رد عليه:
دعني أفكر قليلا وغدا سأخبرك بالطريقة المناسبة لمساعدته لنعد الآن إلى المنزل وغدا حتما بحول الله وقوته سوف أخبرك كيف سنساعده.
صار الوالد ناصر يجري اتصالاته ويخبر زميله مساعد بما حدث ويسأله كيف السبيل لمساعدة هؤلاء الطلاب غير القادرين ماديا على إكمال دراستهم وتحصيلهم العلمي؟ وكيف السبيل لتحقيق رغبة بدر في مد يد العون لهؤلاء؟
رد مساعد مبتسما: وصلت خير يا بوبدر قبل أيام أطلقت جمعية السلام للأعمال الإنسانية والخيرية حملة «دينارك.. يعينه» تناشد فيها الشعب الكويتي من مواطنين ومقيمين وأصحاب الأيادي البيضاء مساعدة الطلاب غير القادرين ماديا على دفع رسومهم الدراسية وإكمال مسيرتهم التعليمية، تقدر تأخذ ولدك بدر وزملاءه وكل من يعز عليك إلى الجمعية والتبرع وهذه هي الطريقة السليمة والآمنة للتبرع دون أن تعرض نفسك للمساءلة وان شاء الله في ميزان حسناتكم والله يكثر من أمثالكم.
اتجه بدر وزملاؤه إلى جمعية السلام للأعمال الإنسانية والخيرية للتبرع لحملة
«دينارك.. يعينه» والفرح يغمرهم والفخر يتوج رؤوسهم.
بدر يناشد بأعلى صوته والأولاد يلتفون من حوله ويقول:
أنا وربعي تبرعنا وللخير قدمنا..
دينارك يعينه.. يرفع جبينه
دينارك يعينه.. يكدح من يمينه
دينارك يعينه.. يسدد للوطن دينه
بحول الله وقوته هذا عطاءنا
ياللا يأهل الخير
خلونا نشوف همتكم وعزيمتكم..
والتحدي في عطاءنا وعطاءكم...
@ebtisam_aloun