بتوفيق الله عز وجل، ثم بإصرار منقطع النظير وبهمة عالية تناطح الثريا لا الثرى، وبتضافر جهود الجميع، وبهامات شبابية تعانق السماء، أطلقت الإدارة العامة للإطفاء صافرات … صافرات، لا تخف أيها القارئ الكريم على رسلك، إنها ليست صافرات إنذار لاندلاع حريق أو إيذانا ببدء حرب، إنما هي صافرات ميلاد فيلم جديد للإدارة العامة للإطفاء وباكورة إنتاج فيلم رائع يستحق المشاهدة، فبعد مخاض طويل وجهد جهيد وتضافر جهود الجهات المعنية وفي مقدمتها فريق الإطفاء المتناغم في رؤيته وهمته وإخلاصه، حيث عمل بجد ونشاط وعيونه شاخصة على هدف سام وهو إبراز دور الإطفائيين البواسل في إنقاذ الأرواح والممتلكات بحول الله وقوته، ورسم بسمة أمل على الشفاه بعد طول معاناة واختناق وظلام دامس ودمار شامل يشل حركة الحياة في كل مكان، إصابات تدمي القلب وكوارث تفوق الخيال لكن يبقى بصيص الأمل بالله ثم بتلكم الجهود المبذولة وبسواعد أبطالنا الشجعان، ربما تتساءل عزيزي القارئ عن هذا الفريق الفريد من نوعه والذي قام بتمثيل أدوار البطولة في الفيلم الرائع «THE LAST MISSION»، في الواقع هم إطفائيون حقيقيون وليسوا ممثلين، والحرائق والأحداث حقيقية وليست مفتعلة وفكرة الفيلم مستوحاة من حريق الجابرية وهنا أقول كلمة حق في شأن هذا الفريق المعطاء وأقدم باقة ورد وتحية فخر وإكبار لكل من النقيب موسى الحداد والملازم أحمد الداوود ووكيل ضابط عبدالرحمن الضبيبي ورقيب أول عمران أشكناني ورقيب أول محمد حسن النصار ورقيب أول سعود العماري.
فقد استطاع الفيلم بفضل الله سبحانه وتعالى ثم بجهود مباركة أن يجسد جزءا بسيطا من معاناة وبطولات رجال الإطفاء وينقل بالصوت والصورة طبيعة عملهم والمخاطر التي يواجهونها، ولا يفوتني احترافية المخرج أحمد الخضري فقد قدم وبجدارة منتجا عالي الجودة يفخر به الجميع فله كل الشكر والتقدير وقد أبهرتني روعة التصوير وتسلسل الأحداث، وكذلك تميز أداء الإطفائيين وتفاني طواقم العمل الذين هم حجر الزاوية في نجاح كل عمل، فكل ما سبق ذكره نجح في أن يجعل المشاهد يعيش الحدث لحظة بلحظة بكل مصداقية وشفافية، وقد شاهد المشاهد بأم عينيه خطورة مهنة الإطفاء ومدى التضحيات التي يقدمها هؤلاء الشجعان، ففي اللحظة التي يفر فيها الجميع من الحريق ويتم اخلاء المكان تجد رجال الإطفاء يبقون بين ألسنة اللهب يصارعون المخاطر ويكافحون النيران.
ففي كل يوم يخرج الإطفائي من بيته يحمل كفنه بيده لا يعلم هل يرجع إلى بيته سالما غانما أم يموت شهيد الوطن والواجب؟ رحم الله شهيد الوطن والواجب الإطفائي مهدي أشكناني زميل رقيب أول سعود العماري وكل شهداء الوطن والواجب، فكم من إطفائي أصابته إعاقة بسبب السقوط وآخر نوبة ربو بسبب كثافة الدخان وثالث تشوهات بسبب الحريق، نسأل الله لهم الشفاء العاجل والسلامة الدائمة.
ولا يسعني إلا أن أقدم بالأصالة عن نفسي وعن الجمهور الكريم تحية شكر وتقدير وامتنان لكل من ساهم في إنجاح هذا الفيلم ابتداء وعلى رأسهم العميد خليل الأمير والاخوة الأفاضل فريق عمل الإدارة العامة للإطفاء مرورا بمخرجنا الكريم أحمد الخضري ومساعديه، والإطفائيين الممثلين المخضرمين انتهاء بكل الجنود المجهولين العاملين خلف الكواليس.
وفي الختام: هاهم الإطفائيون الأشاوس نجوم مضيئة في سماء الكويت يضيئون حياتنا ويحفظون أرواحنا وممتلكاتنا، حفظكم الله من كل مكروه وحفظ الله الكويت دوحة أمن وأمان.
ebtisam_aloun@