جعفر محمد
وإن اختلفنا مع توجهات وزيرة التربية المربية الفاضلة نورية الصبيح، وإن كان خلافنا معها نابعا من قناعتنا بالعملية التربوية ومعطياتها، فإن الحق يقال إنها نجحت إلى حد ما في إعادة البريق لشخص الوزير هذه الأيام، بتمسكها بقراراتها وممارساتها في حدود الدستور وإن للقاءاتها مع الكتل النيابية الأثر الجيد في فتح قنوات الحوار وطرد التشنج الذي يسود في قاعة عبدالله السالم من قبل النواب انسجاما مع النقل التلفزيوني لا أكثر، إلا أننا نشك في قدرة سمو الرئيس وفريقه الهلامي على حماية ظهر الوزيرة وفق الدستور وقواعد اللعبة السياسية، حيث ستشتد المحنة ويمارس النواب ضغوطا كلنا نعرفها، فالحكومة ورئيسها لهم تجارب سابقة تبرهن لنا أنهم يؤمنون إيمانا مطلقا بأن التعديل والتدوير وإسناد الحقائب الوزارية بالإنابة هو الأصل في الميدان السياسي، رغم أن كل المبادئ والأعراف تشير إلا أن هذا النوع من التعاطي مع المشكلة إنما هو استثناء يلجأ إليه السياسيون كنقاط تعطيلية تتيح لها الوقت اللازم للبدء بتكتيكات جديدة، إلا أن حال حكومتنا أشبه ما يكون اليوم بمريض استنفد كل طرق العلاج منتظرا الطب واكتشافاته أو القدر ونهاياته، فمن الآن يجب على نورية أن تعي وتعرف أن مواقف بعض النواب يوم الاستجواب ستكون أشد شراسة، فلا تتفاجئي يا أم عادل من تعطل آلة زملائك الوزراء الخربة أساسا وغير المجدية بتاتا، فعدم دفاعهم عنك ليس لأنهم لا يريدون ذلك، بل لأن بعضهم ذو ثقل زائد والبعض الآخر يوهم بالوعود فقط، لكنه لا يستطيع مواجهة النواب.
سيدتي الفاضلة، لا تنسحبي ففي انسحابك تموت الحكومة، فنحن مشفقون عليك حينما سيواجهك النواب باتهامات لا أساس لها بالدستور، فلن تجدي حينئذ من يدافع عنك إلا أنت وبعض من يحترم الدستور ومواده التي أرهقتنا وآن لنا أن نبحث تعديلها فأنت في موقف لا تحسدين عليه إن انسحبت أصيبت مقاتل الرئيس وحكومته وان واجهت ستشل البلد فأي موقف هذا يا بنت الصبيح خبأته لك الأيام.
كلمة راس
نتمنى من المرأة مساندة المرأة نورية الصبيح في قادم الأيام حيث ستكون هدفا ووسيلة لتحقيق غايات نعرفها تماما فلا بد لها منكن من غلبة يا نساء الكويت الناشطات فهل من موقف يزين تاريخكن المنصرم.