جعفر محمد
في جميع دول العالم تجد أن الحكومة تتمتع بثلاث جبهات دفاعية داخلية ذات فاعلية عالية ألا وهي الجهاز الوظيفي والجهاز الأمني والجهاز الإعلامي، ففي الجهاز الوظيفي تستطيع الحكومة شراء الولاءات وتقريب البعيد واستخدام عنصر التوازن بدءا من المحاصصة في المناصب الوزارية انتهاء بتقييد الموظف العام بالنظام من خلال دخله الشهري واحتياجاته المعيشية وهنا تتحقق معادلة ضمان الولاء المطلق وان كانت المؤسسات الخاصة قد تضخمت إلا أنها تبقى داخل نسق الدائرة حيث السيطرة للحكومة لا غيرها وذلك ضمن القوانين الاقتصادية المنظمة للعمل الحر، وأما الجهاز الأمني فهو أداة فعالة يخافها ويحترمها الجميع حين تلتزم بالقانون الذي يتيح للحكومة ظبط الأمن وفق المواد المثغرة قانونيا الحافظة لأمن الدولة وضمان سلامتها مما يرسخ هيبة الحكومة، وأما الإعلام المتمثل بالصحافة والتلفزيون والإذاعة فهو العنصر الأضخم والجهاز الأكثر تأثيرا، ففيه تكون البداية ومنه تبدأ النهاية وذلك مبدأ أصيل ويؤخذ به في جميع الدول التي تقدمت وستتقدم إلا الكويت ففيها المعارضون يوزرون، ويعين منهم الوكلاء والمديرون بل الموظفون المعارضون، لا على أساس الكفاءة بتاتا، بل يظلم الموظف الموالي المجد فأصبحت القاعدة مقلوبة حيث الولاء مكلف جدا وفاتورته عالية بينما المعارضة لا تكلف إلا الادعاء والصراخ أحيانا، وركيزة الأمن جعلت منه مرتعا للمتجاوزين، والتجاوزات من بعض القياديين أصبحت العنصر الأكثر رواجا في وزارة يفترض فيها الأمن والهيبة.
أما الطامة الكبرى فنراها في الإعلام الحكومي الذي أصبح ربيعا مملوءا بالكلأ لأقطاب ورموز المعارضة يوصلون رسائلهم من خلاله ويهاجمون الحكومة وخلق الله من مواليها دون هوادة، فبعد كل هذا لماذا تريد الحكومة مؤيدين لها وهي التي سمحت لكل هذا ان يحدث فلا الموظف ولا رجل الأمن ولا أحد ولا الاعلام أصبحوا في يدها؟ فلماذا نساندها وهي التي فرطت بهم، إما لعدم إتقانها أصول اللعبة السياسية وإما لفشلها في إدراك ما سبق كله؟ فهل يعقل أن تمول الحكومة صحافة تهاجمها وتستشرس ضدها؟ وهل يعقل أن تقوم الحكومة بإسناد الأمر لمريديها ولو قدمت ما تقدم لهم من مناصب؟ وهل يعقل أن تكون أجهزتنا الإعلامية بوقا للمعارضين؟ فهلا يشاهد وزير الإعلام قناة الوطن ويتبع سياستها في خدمة مصالحها وهي قناة الوطن فأين من يضع سياسة إعلامية للوطن الأم حبيبتنا الكويت؟ ومتى تخدمون قضاياكم وتوجهاتكم وبرامجكم يا حكومة ضحكت من جهلها الحكومات الشقيقة في صحفها؟
كلمة راس
نايف الركيبي إعلامي، فهل فات عليه كل ما قد تناولناه في هذا المقال؟