جعفر محمد
تناولت في مقال سابق تحت عنوان «دولة المعارضة»، خطأ الحكومة في عدم استثمار مقدراتها في دعم توجهها، وتسويق خططها، وإغفال سمو رئيس مجلس الوزراء ووزير الإعلام استخدام سلاح الإعلام المتمثل في برامج التلفزيون، لتسويق العمل الحكومي لكون جهازنا الإعلامي في الكويت يتبع الحكومة.
ولا أعلم إن كان الوزير أو مستشارو سمو الرئيس قد قرأوا ما كتبت، ولكنني متفائل جدا وأشعر بالارتياح لأن الأمور بدأت تسير في الاتجاه الصحيح نحو استغلال وسيلة الإعلام المتمثلة في التلفزيون والإذاعة لخدمة توجهات الحكومة، ووضعها في إطار التسويق وإقناع المواطنين كما هو مفترض، وإن كان لبعض الإخوة النواب والكتاب والإعلاميين اعتراض على قرارات وزير الإعلام الأخيرة، فلهم وله الحق في إنتاج وعرض ما يراه مناسبا وينسجم مع ما تنتهجه الحكومة في طريقة عملها، فلقد مل المواطن من البرامج الحوارية التي لا تحقق شيئا، اللهم الا طرح القضية وتركها دون معالجة، كما أن ما دعاني للاستغراب هو طرح الكاتب الكبير أحمد الديين، حين أشار في زاويته بالزميلة «عالم اليوم» إلى ضرورة افساح المجال أمام الرأي الآخر من المعارضين للحكومة لإبداء وجهة نظرهم من خلال الجهاز الإعلامي الحكومي، وحقيقة استغرابي تكمن في أن تلفزيون الكويت لم يدخر جهدا في ذلك منذ تأسيسه، وقد جاء الوقت، ويعرف قبلي أحمد الديين أن الوقت حان لترجمة واقع جديد تفرضه المتغيرات على الساحة السياسية في الكويت، إضافة إلى الفسحة الكبيرة في الإعلام الخاص الذي أصبح منافسا للإعلام الحكومي، وعليه فإن قرار الوزير والذي قد يكون مؤقتا جاء في وقته، حتى ينسجم العمل الحكومي مع ما تقتضيه المرحلة القادمة، ونتمنى من جميع الوزراء أن يحذوا حذو زميلهم وزير الإعلام نحو تحويل مسار الخدمات الحكومية الموجهة للشعب لتكون وسيلة تقنعهم بالعمل الحكومي وخططه فتكتمل دورة التسويق التي باتت اليوم من أهم معالم العمل السياسي في دول العالم المتحضرة.
كلمة راس
وزير الإعلام رجل يعمل بهدوء ينقصه الالتقاء بالأسرة الإعلامية من الرواد والشباب الذين نعتقد أن لهم آراء إيجابية سينعكس صداها على العمل الإعلامي الحكومي، فهل سينمي الوزير هذا الجانب؟!