Note: English translation is not 100% accurate
جيل بلا حياء
الأربعاء
2008/3/19
المصدر : الانباء
عدد المشاهدات 1573
بقلم : جعفر محمد
جعفر محمد
في السابق كان يضربنا المعلم فيزداد هيبة واحتراما وينهرنا الوالد فنطيعه مقتنعين ويعطف علينا بعد ذلك، ينهانا الجار فلا نرد عليه ونبجله، في السابق كان الأخ الأكبر أبا وصديقا ومستشارا، في الماضي كان الاحترام دستور أهل الكويت، الآن وألف آه حينما نقول الآن فالأحوال غريبة عجيبة، فقد أصبح ولي الأمر يضرب المعلم أمام تلامذته، ويعنف الجار أمام أبنائه، ويلغي دور ابنه الأكبر أمام رغبات بناته، فإن كان هذا الأب فكيف سيكون حال الابن، يا ترى؟!
ولأن الإنسان ابن بيئته في كل شيء فقد انعكس هذا الخواء الفكري والشذوذ الاجتماعي لنجد كاتبا يسوّق للرذيلة وآخر يحرض على الفساد، والأب يضربه أبناؤه، وأخا كبيرا بلا حيلة ومعلما ضاعت هيبته وجارا يشكو للمخفر، وطلاقا حل محل الزواج، وأمهات لا يعلمن عن بيوتهن شيئا، وسياسيين لا يجيدون اختيار مفرداتهم قد وضعتهم المقاييس الباطلة في الصفوف الأمامية، ونوابا أقسموا على الاحترام فضاع قسمهم، يشتمون ويفضحون أسرار الناس ويتقاذفون فيما بينهم، وأطباء يعتدى عليهم ويهانون، وقانونا لا يحترمه أحد، حتى حكماؤنا أصبحوا بلا قدرة، فبالله عليكم كيف لنا أن نربي رجالا بلغوا السبعين، ونثقف شبابا تجاوزوا الأربعين، ونعد أمهات رزقن بأربعة أطفال ولم يعين دورهن، بالله عليكم أي أمة انتم، لا تعرفون من الإسلام إلا رسمه ولا من الإيمان إلا اسمه، إن الكويت فقدت وانهارت لولا بعض أهلها الذين حافظوا على القليل من القيم والمبادئ، إلى أين نحن سائرون بلا أسرة متماسكة وتعليم يئن من الفساد الأخلاقي؟! وبلا مؤسسة برلمانية يفترض فيها احترام مساحاتها وحوارات أعضائها، وبلا سياسيين متوازنين؟ إلى أين نحن سائرون يا قوم «مكاري»؟!.
كلمة راس:
لقد هز فينا احتلال الكويت كياننا جعلنا نرجع إلى الله وأنفسنا للحفاظ على هذه الأرض وأخلاقياتنا، ولكن يبدو لي أن هذه الهزة كانت مجرد نقطة في بحر الانفلات الأخلاقي الكويتي.
اقرأ أيضاً