جعفر محمد
ان اللجوء إلى تفعيل المادة 107 من الدستور بنصها المكتوب، إنما يعبر عن علاج أخير يجب استخدامه لدفع ضرر أكبر، أما روح هذا النص فإننا نقرأه بهذه الكيفية، «العودة للشعب مرة أخرى ليقرر مصيره في اختيار 50 نائبا على قدر المسؤولية، تنتفي فيهم صفة الأسباب التي حل المجلس من أجلها» فالآن عاد صاحب السمو الأمير، ووفق حقوقه الدستورية لنا، لنعينه ونساعده ونفرز له ما يحقق الرخاء والطمأنينة السياسية لدولتنا الحبيبة الكويت، فهل تعي أخي الناخب هذه المسؤولية الكبيرة وهذه الثقة العظيمة من أب الجميع صاحب السمو الأمير؟ إننا اليوم كشعب كويتي أصيل، يحق له الانتخاب والترشيح، تجب علينا قراءة المرحلة المهمة التي تناولها خطاب صاحب السمو، وركز عليها وشدنا إليها بتعابيره التي اختلطت بالألم تارة وبالمرارة تارة أخرى، ومن ثم يجب علينا ونحن المسؤولون عما وصلت إليه المرحلة السياسية الحالية، من تعسف وتعنت وتجاذب وتطارح وهبوط في مستوى الحوار، وتدن في قطاع الخدمات الحكومية، أن نقف ألف مرة عند ورقة الانتخاب لنختار من نؤمن به كرجل تحتاجه الكويت، ليرسم لنا خارطة تعيدنا وأولادنا وأحفادنا لجادة الطريق الصحيح، فابدأ بنفسك أيها الناخب ومن هذه اللحظة وأعد قراءة خطاب صاحب السمو الأمير وتمعن وتمهل في الاختيار، فإنك اليوم أمام مهمة شاقة تستلزم منك استحضار الضمير وحضور العقل، وتغليب المصلحة العامة العليا على كل ما هو آني ووقتي.
عزيزي الناخب اجعل اختيارك اليوم يصب باتجاه أهلك الطيبين الذين وضعوا الدستور، وناضلوا لتنال هذا الحق، وأدر وجهك يمينا وشمالا لترى بأم عقلك وعينك ومشاعرك كيف هي الظروف من حولك في دول المنطقة، فأنت في رخاء ونعمة محسود عليهما، كفلتك الحكومة بتطبيقها للدستور من المهد إلى اللحد، فهلا أعرت بلدك اليوم قليلا من كثير؟ لا يكفي أن نتغنى بحب الكويت، لا يكفي أن نمثلها في الخارج بأجمل الصور، فإن الولاء المطلق الأقرب من سور المثالية يتمثل ان تكون انت السور لها، والحصن المنيع الذي يذود عنها، ولا يتحقق هذا كله الا بمؤسسة تشريعية كفاءتها ناخب واع، ونائب متورع، لتكون الحكومة على مستوى من الكفاءة تحت ظل قيادة صاحب السمو الأمير، هذا الرجل الكبير بكل شيء وسمو ولي عهده الأمين العظيم بأخلاقه حفظهما الله ورعاهما.
كلمة راس:
لا تكون للكويت هيبة ولا يكون لشعبها الحضور الايجابي إلا ان انطلقنا كشعب من احترامنا وتقديرنا لأسرتنا الكبيرة الكريمة أسرة آل الصباح وحكماء هذا البلد الجميل باختيار من تتوافر فيه هذه الصفة فالله الله في الكويت أدامها الله بيتا لنا يجمعنا دائما.